التنوير على المحك

كنا نتصور عادة أن المناقشات والمجادلات البغيضة التي تدور بشأن الدين والعلم تقتصر على الولايات المتحدة. ولكن في الأشهر الأخيرة بدأت مثل هـذه المناقشات في الانتشار ـ إلى أوروبا أولاً، ثم إلى بقية أنحاء العالم. والآن يبدو العلم وكأنه ينجرف إلى مخاطر سياسية لم يجابه مثيلاً لها منذ ما قبل عصر التنوير في القرن الثامن عشر.

كانت أوروبا قد بدأت المناقشات على النمط الأميركي حول أصل الحياة حين طرح كاردينال فيينا كريستوف سكونبورن على أناس يرون فـي أنفسهم أنهم من المؤمنين المخلصين للعقيدة الكاثوليكية الرومانية شكوكه بشأن تقبل الداروينية ونظرية النشوء والارتقاء. حيث قال الكاردينال إن النشوء عمل من أعمال الرب وإن نظرية النشوء والارتقاء لابد وأن يكون تفسيرها في ضوء هذه الحقيقة ولا شيء غيرها.

ومع تدخل الكاردينال سكونبورن انهار فجأة ذلك السلام الذي ظل قائماً بين العلم والدين في أوروبا القديمة منذ عصر التنوير ـ أو على الأقل منذ النصر صعب المنال الذي تحقق بـه إبعاد الكنيسة عن السياسة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وعلى ما يبدو أن الكاردينال يريد أن يقول إن الحقائق المنـزلة بالوحي لابد وأن تُـمْـنَح مقاماً أعلى من مقام الحقائق التي يكشف عنها العلم من خلال العقل.

https://prosyn.org/OPREUyxar