watkins24_Gregor Fischerpicture alliance via Getty Images_vaccines Gregor Fischer/picture alliance via Getty Images

إنهاء اقتصاديات "التقاطر إلى أسفل" في التعامل مع اللقاح

لندن ــ أثناء المجاعة الأيرلندية في أربعينيات القرن التاسع عشر، التي أسفرت عن وفاة أكثر من مليون مواطن أيرلندي، كانت كميات هائلة من الطعام تصدر من أيرلندا إلى بريطانيا. من منظور حكومة حزب ويج اليميني في لندن، تفوقت شواغل الدفاع عن المصالح التجارية، وإملاءات اقتصاد عدم التدخل، وعدم الاكتراث سياسيا بمعاناة أيرلندا، على أي التزام بمنع المجاعة الشاملة بالتدخل في الأسواق.

تحمل الاستجابة الدولية لجائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) تشابها مزعجا مع الاستجابة البريطانية للمجاعة الأيرلندية. على الرغم من امتلاكنا، بفضل العلم والصناعة، الوسائل اللازمة لتحصين العالم بأسره، تستغل البلدان الغنية، بعد مرور تسعة أشهر على تلقيح أول إنسان بلقاح كوفيد-19، قوتها السوقية لتوجيه الجرعات بعيدا عن البلدان الفقيرة، على نحو يعرض حياة الملايين من البشر للخطر.

لنتأمل هنا بعض التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي مؤخرا. بموجب عقد مبرم مع شركة جونسون آند جونسون، استوردت الكتلة ملايين الجرعات من اللقاح من شركة في جنوب أفريقيا ــ الدولة التي طعمت 11% فقط من سكانها وحيث يتسبب المتحور دلتا في تغذية زيادة كبيرة في حالات الإصابة. ومع ذلك، قوبلت الجهود الرامية إلى تحويل الصادرات من اللقاحات من أوروبا إلى جنوب أفريقيا وجيرانها باستعراض دبلوماسية مدافع الأسطول، حيث هدد الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات بموجب فقرة في العقد المبرم مع جونسون آند جونسون تحظر فرض أي قيود على التصدير.

https://prosyn.org/q32pEMAar