snower5_Jeff J MitchellGetty Images_climate failure Jeff J MitchellGetty Images

كيف نضع حدا لفشل العمل المناخي

برلين ــ أظهر العالم فشلا في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين بشأن تغير المناخ (COP26) الذي عقد الشهر الماضي. تتجلى أكبر صور الفشل في أمر تجاهله كل المجتمعون تقريبا في جلاسكو. ذلك أن النظام القائم لمعالجة تغير المناخ ــ المؤلف من مجموعة معقدة من الترتيبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ــ لا يلائم أهدافنا العالمية.

لإبراز ماهية ذلك الفشل الجهازي، يمكن القياس على المثال التالي. هب أن الحي الذي تسكنه مهدد بحريق هائل يقترب شيئا فشيئا. هنا تتطلب إدارة الأزمة حشد خدمات مكافحة الحريق والطوارئ المختلفة، إضافة لمساعدة من الشركات والسكان المحليين لحماية الممتلكات. لكن لا يوجد في الواقع تعاون بين تلك الأطراف. فيظهر بعض المواطنين ومعهم دلاء مياه، وتتبرع بعض الشركات بعدد من أجهزة إطفاء الحريق، وينظم بعض السكان المحليين وقفات احتجاجية ضد أوامر الإخلاء المقترحة. في الوقت ذاته، نجد الساسة المحليين يعقدون اجتماعا بإحدى دور البلدية ليلتمسوا تعهدات من الأحزاب المختلفة مآلها التملص والتجاهل، وإن كانت جملة التعهدات لا تخرج عن إطار إبقاء الآمال حية في أن يظل حيك آمنا.

هذه تحديدا النقطة التي نقف عندها اليوم في مواجهة قضية تغير المناخ، إذ تكمن المشكلة الأساسية في أن نظامنا ليس مصمما لتحقيق نتائج تتسق مع هدف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015، والخاص بمنع ارتفاع درجة الحرارة في العالم من تجاوز سقف 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وحتى لو تحقق هذا الهدف ــ وهو أمر مستبعد ــ فإن تعهدات ميثاق جلاسكو للمناخ تضع العالم على طريق ارتفاع في درجات الحرارة يتراوح بين 2.5 إلى 2.7 درجة مئوية بنهاية القرن، وهذا أمر كارثي.

https://prosyn.org/pn8I8ofar