e84a2a0346f86f400c8b6a02_m5131c.jpg

انقلاب ثوري في مصر

مدريد ــ إن الكيفية التي تنمو بها الثورات وتتطور تعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك البنية الاجتماعية الاقتصادية للدولة، وتقاليدها التاريخية الخاصة، وفي بعض الأحيان الدور الذي تلعبه قوى أجنبية. لذا فإن أحداً لم يتوقع قط أن يتخذ الربيع العربي مساراً مستقيماً أحادي البُعد، أو أن يتحول إلى نسخة شرق أوسطية من الثورات الديمقراطية غير العنيفة التي اجتاحت وسط أوروبا في عام 1989. وتوضح حالة مصر هذا المنظور بشكل خاص.

كانت بنية الثورات في المجتمعات غير الصناعية تشتمل في كل الأحوال تقريباً على سلسلة من الموجات الثورية والموجات المضادة للثورة. وعادة تكون الإطاحة بالنظام القديم تحت وطأة المشاعر الشعبية المتدفقة مجرد بداية لصراع من أجل السيطرة على اتجاه الثورة.

وكانت حركة الشباب المصريين الغاضبين التي احتلت ميدان التحرير بلا قيادة واضحة في فبراير/شباط 2011 مدفوعة باثنين من المظالم الأساسية: عقود من الذل تحت حكم استبدادي، ونفاد الصبر عموماً إزاء وعد "التحول الديمقراطي" استناداً إلى عملية إصلاح شاقة لم تؤثر بتاتاً على بنية السلطة في البلاد.

https://prosyn.org/x1yoplbar