Syrian army in Aleppo George Ourfalian/Stringer

تعليم بُناة سوريا

لندن ــ في حلب، المدينة السورية المدمرة ومعقل المتمردين السابق، والتي نجحت قوات الحكومة السورية في استعادتها الآن، كان هناك بصيص من الأمل حتى في حين كانت القنابل تتساقط. فوسط الأنقاض والخرائب، صَمَد التعلم، مع استعداد خمسة عشر شابا سوريا لاختبارات الجامعة. لم يتمكنوا من السير إلى الحرم الجامعي، لأن الكثير من الجامعات في سوريا تحولت إلى أنقاض وركام. ولكنهم برغم ذلك تمكنوا من الحصول على شهاداتهم، بفضل برنامج فريد من نوعه على شبكة الإنترنت أتاحته جامعة الشعب.

في كل أسبوع، يشارك الطلاب السوريون في دورات على الإنترنت جنبا إلى جنب مع تلاميذ ومعلمين من مختلف أنحاء العالم. ومن خلال فصول الدراسة الافتراضية هذه، تمكنوا من متابعة الشهادة التي اختاروها في إدارة الأعمال، أو علوم الحاسب الآلي، أو العلوم الصحية. وهذه الدورات جيدة الإعداد حتى أن العديد من هؤلاء الطلاب المحفزين بدرجة كبيرة سوف يُدعَون للالتحاق بجامعات غربية في وقت لاحق من دراستهم.

كان برنامج جامعة الشعب مشروعا سريع النجاح. فاليوم يبلغ عدد المسجلين فيه 500 طالب سوري ــ نصفهم لا زالوا محاصرين في بلدهم الذي مزقته الحرب، والنصف الآخر من اللاجئين ــ وهناك 6000 آخرين من الطلبة من نحو 200 دولة. أنشئ نموذج جامعة الشعب المبدع على يد المطور الرائد في مجال التعليم شاي رشيف، والذي سانده بعض من أبرز الأكاديميين في العالم.

https://prosyn.org/o8nPwSUar