rodrik182_Damian GillieConstruction PhotographyAvalonGetty Images_cambridge law library Damian Gillie/Construction Photography/Avalon/Getty Images

كيف يتعايش أهل الاقتصاد مع غير أهل الاقتصاد

كمبريدج ــ لم يشعر أهل الاقتصاد بالخجل قَـط من تناول التساؤلات الكبرى التي تعتبرها تخصصات مثل التاريخ أو الاجتماع أو العلوم السياسية ميدانها الخاص. ماذا كانت العواقب البعيدة الأمد التي خلفتها العبودية على المجتمع الأميركي المعاصر؟ ولماذا تُـظـهِـر بعض المجتمعات مستويات أعلى من الثقة الاجتماعية مقارنة بغيرها؟ وما الذي يفسر صعود الشعبوية اليمينية في السنوات الأخيرة؟

في تناول هذه القضايا والكثير غيرها من القضايا غير الاقتصادية، ذهب أهل الاقتصاد إلى ما هو أبعد من انشغالهم بأمور العرض والطلب المرتبطة بأسباب العيش. الواقع أن هذا التعدي على حدود التخصصات المعرفية ليس موضع ترحيب دائما. إذ يعترض علماء آخرون (بحق غالبا) زاعمين أن خبراء الاقتصاد لا يكلفون أنفسهم عناء التعرف على الأعمال المتاحة في التخصصات ذات الصلة. وهم يشتكون (بحق مرة أخرى) من ثقافة أكاديمية غير مضيافة. قد تبدو الندوات الاقتصادية العامرة بالمقاطعات والاستجواب العدواني في أعين الأشخاص من خارج التخصص أقرب إلى محاكم التفتيش من كونها منتدى للزملاء لإيصال النتائج واستكشاف أفكار جديدة.

ولكن، ربما يكون المصدر الأكثر أهمية للتوتر ناشئا من الأساليب التي يستخدمها الاقتصاديون في أبحاثهم. يعتمد أهل الاقتصاد على أدوات إحصائية لإثبات أن عاملا أساسيا بعينه يخلف تأثيرا "سببيا" على النتيجة محل الاهتمام. وهذه الطريقة، التي يُـساء فهمها عادة، قد تكون مصدرا لصراع هَـدَّام ولا نهاية له بين أهل الاقتصاد وآخرين.

https://prosyn.org/fRTQPI5ar