GettyImages-662833812 Maciej Moskwa/NurPhoto via Getty Images

دول ضعيفة، وبلدان فقيرة

برينستون ــ في اسكتلندا، نشأت وتربيت على التفكير في رجال الشرطة باعتبارهم حلفاء، وطلب المساعدة من أي منهم كلما احتجت إلى مساعدته. ولتتخيل كم الدهشة التي أصابتني في أولى زياراتي إلى الولايات المتحدة، وكنت في التاسعة عشرة من عمري، عندما قوبلت بوابل من الشتائم والبذاءات من شرطي في مدينة نيويورك كان ينظم حركة المرور في ساحة تايمز سكوير بعد أن سألته عن الطريق إلى أقرب مكتب بريد. وفي أوج حيرتي وارتباكي إزاء ذلك الموقف، ألقيت بمظروف يحتوي على مستندات مستعجلة لصاحب عملي في صندوق قمامة تصورت أنه يبدو إلى حد كبير كصندوق بريد.

الواقع أن الأوروبيين يميلون إلى النظر بمشاعر أكثر إيجابية إلى حكوماتهم مقارنة بالأميركيين، الذين أصبح فشل ساستهم على المستوي الفيدرالي ومستوى الولايات والمحليات أمراً مألوفاً معتادا. ورغم هذا فإن حكومات الأميركيين المختلفة تحصل منهم الضرائب وفي المقابل تقدم لهم الخدمات التي بدونها لا يمكنهم أن يعيشوا حياتهم بسهولة.

إن الأميركيين، مثلهم في ذلك كمثل العديد من مواطني الدول الغنية، ينظرون إلى الجهاز القانوني والتنظيمي، والمدارس العامة، والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي للمسنين، والطرق، والدفاع والدبلوماسية، والاستثمارات الضخمة من قِبَل الدولة في البحوث، وخاصة في مجالات مثل الطب، باعتبارها من الأمور المفروغ منها المسلم بها. ومن المؤكد أننا لا نستطيع أن نزعم أن كل هذه الخدمات جيدة كما ينبغي لها أن تكون أو أن الحكومات توفرها للجميع على قدم المساواة؛ ولكن الناس يسددون الضرائب المستحقة عليهم غالبا، وإذا كانت الطريقة التي يتم بها إنفاق أموال الضرائب غير مرضية في نظر البعض، فإن هذا يستتبع إطلاق مناقشات عامة، وتسمح الانتخابات المنتظمة للناس بتغيير الأولويات.

https://prosyn.org/8orX04car