نيويورك ــ بعد فراره من البلاد هربا من العقوبة لإدانته بتهمة الاغتصاب في عام 1977، يظل المخرج الفرنسي البولندي رومان بولانسكي منبوذا في الولايات المتحدة. لكن هذا لا يعني أنه لا يستطيع تقديم قراءة جيدة للمكان. الواقع أن فيلمه الأخير بعنوان "ضابط وجاسوس"، يصور ببراعة شديدة الأجواء المحمومة في بلد أنهكته الأكاذيب والمؤامرات، يقوده زعماء الدهماء من محترفي إثارة الفتن، وتخونه نخب عاجزة خنوعة وأكثر جبنا من أن ترفع صوتها صراحة في الدفاع عن القيم الوطنية.
ينطبق هذا الوصف على الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب كما ينطبق على البيئة التي تدور فيها أحداث فيلم بولانسكي: فرنسا خلال فترة "العصر الجميل"، عندما كان برج آيفل لا يزال جديدا وكان أتباع ما بعد الانطباعية يهيمنون على المشهد. كانت فرنسا في تلك الحقبة، كمثل الولايات المتحدة اليوم، المركز الثقافي للعالم بلا منازع. ولكن بالطبع كان لفرنسا في ذلك الوقت جانب مظلم أيضا.
في الفيلم، ينبش بولانسكي القصة البائسة لقضية درايفوس، عندما كانت الهستيريا ومعاداة السامية الوقحة تلتهم فرنسا في أعقاب إدانة النقيب العسكري من أصل يهودي ألفريد درايفوس بتهمة الخيانة في عام 1894. في رواية بولانسكي، لا يخرج المشاهد بدرس في التاريخ وحسب، بل ويحظى أيضا بنظرة عميقة في سيكولوجية الحشود في مجتمع يمزق ذاته إربا.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
The Russian state’s ideological madness and reversion to warlordism have been abetted by a religious fundamentalism that openly celebrates death in the name of achieving a god-like status. As Vladimir Putin’s propagandists are telling Russians, “Life is overrated.”
traces the religious and intellectual roots of the Kremlin’s increasingly morbid war propaganda.
It is hard to reconcile the jubilant mood of many business leaders with the uncertainty caused by the war in Ukraine. While there are some positive signs of economic recovery, a sudden escalation could severely destabilize the global economy, cause a stock market crash, and accelerate deglobalization.
warns that the Ukraine war and economic fragmentation are still jeopardizing world growth prospects.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free and requires only your email address.
نيويورك ــ بعد فراره من البلاد هربا من العقوبة لإدانته بتهمة الاغتصاب في عام 1977، يظل المخرج الفرنسي البولندي رومان بولانسكي منبوذا في الولايات المتحدة. لكن هذا لا يعني أنه لا يستطيع تقديم قراءة جيدة للمكان. الواقع أن فيلمه الأخير بعنوان "ضابط وجاسوس"، يصور ببراعة شديدة الأجواء المحمومة في بلد أنهكته الأكاذيب والمؤامرات، يقوده زعماء الدهماء من محترفي إثارة الفتن، وتخونه نخب عاجزة خنوعة وأكثر جبنا من أن ترفع صوتها صراحة في الدفاع عن القيم الوطنية.
ينطبق هذا الوصف على الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب كما ينطبق على البيئة التي تدور فيها أحداث فيلم بولانسكي: فرنسا خلال فترة "العصر الجميل"، عندما كان برج آيفل لا يزال جديدا وكان أتباع ما بعد الانطباعية يهيمنون على المشهد. كانت فرنسا في تلك الحقبة، كمثل الولايات المتحدة اليوم، المركز الثقافي للعالم بلا منازع. ولكن بالطبع كان لفرنسا في ذلك الوقت جانب مظلم أيضا.
في الفيلم، ينبش بولانسكي القصة البائسة لقضية درايفوس، عندما كانت الهستيريا ومعاداة السامية الوقحة تلتهم فرنسا في أعقاب إدانة النقيب العسكري من أصل يهودي ألفريد درايفوس بتهمة الخيانة في عام 1894. في رواية بولانسكي، لا يخرج المشاهد بدرس في التاريخ وحسب، بل ويحظى أيضا بنظرة عميقة في سيكولوجية الحشود في مجتمع يمزق ذاته إربا.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in