chemnitz Sean Gallup/Getty Images

قوى القومية العِرقية الهدّامة

تل أبيب ــ في هذا الصيف، أقرت إسرائيل "قانون الدولة القومية" الجديد المثير للجدال الذي أَكَّد أن "الحق في (ممارسة) تقرير المصير الوطني ينفرد به الشعب اليهودي"، والذي اعتبر اللغة العبرية اللغة الرسمية في إسرائيل، وخفض اللغة العربية إلى "وضع خاص". لكن الدافع لفرض هوية متجانسة على مجتمع متنوع لا يقتصر على إسرائيل. بل على العكس من ذلك، يمكننا استشعار هذا الدافع في مختلف أنحاء العالَم الغربي ــ وهو لا يبشر بخير عندما يتعلق الأمر بالسلام.

في العقود القليلة الماضية التي اتسمت بالعولمة السريعة، ظلت النزعة القومية حاضرة دوما في حقيقة الأمر، لكنها حلت في مرتبة تالية لآمال الازدهار الاقتصادي. ومع ذلك، أدت ردة الفِعل السلبية الأخيرة المعادية للعولمة ــ التي لم تنطلق بفِعل انعدام الأمان الاقتصادي والتفاوت بين الناس فحسب، بل وأيضا بسبب المخاوف من التغيير الاجتماعي والديموغرافي ــ إلى عودة القومية العِرقية القديمة إلى الظهور.

وينعكس هذا الاتجاه ــ ويتعزز ــ في ما يسميه بعض الخبراء "طفرة الذاكرة" أو "الحمى التذكارية": انتشار المتاحف، والنصب التذكارية، ومواقع التراث، وغير ذلك من أشكال الحيز العام التي تؤكد على الروابط مع الهويات المحلية والتاريخ المحلي. وبدلا من الاحتفال بالتنوع، يحرص الناس على نحو متزايد على اعتناق هوية خاصة مانعة وليست جامعة.

https://prosyn.org/2NlqsLCar