dervis88_GettyImages_businessmeetingcomputermap Getty Images

إغلاق فجوة الحوكمة العالمية

واشنطن، العاصمة ــ كانت الموجات التكنولوجية تدفع دوما التغيرات الاجتماعية والسياسية والتقدم، جنبا إلى جنب مع النمو الاقتصادي. فقد أضفت مطبعة جوتنبرج الطابع الديمقراطي على الاتصالات، التي احتكرها كُتَّاب الكنيسة لفترة طويلة. وربما كان الحظر الطويل الذي فرضته الإمبراطورية العثمانية على المطابع سببا أساسيا لانحطاطها في نهاية المطاف. في وقت لاحق، أحدث المحرك البخاري، ثم السكك الحديدية، ثورة في الإنتاج، والنقل، والتجارة، وعمل اكتشاف الكهرباء على تغيير كل جوانب حياتنا تقريبا.

خلافا لوجهة نظر روبرت جوردون من جامعة نورث وسترن، ومفادها أن التطورات التكنولوجية الحالية صغيرة وفقا للمعايير التاريخية، أعتقد أن الموجة التكنولوجية التي نشهدها اليوم ستكون تحويلية كمثل الموجات السابقة على الأقل. وسوف يكون إيجاد طرق فعّالة لإدارة هذه التكنولوجيا الجديدة وعواقبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التحدي الأكبر في القرن الحادي والعشرين.

في مركز الموجة التكنولوجية الجديدة يتربع الذكاء الاصطناعي والإنترنت، وتكملهما التطبيقات السيبرانية، والتكنولوجيا الحيوية، والبيانات الضخمة. وقد ساعدت هذه التكنولوجيات في توسيع نطاق العولمة من خلال تسهيل إنشاء سلاسل القيمة العالمية، والانتشار السرع للمعلومات، وزيادة التدفقات المالية. كما ساعدت في تحقيق اقتصادات الأحجام الضخمة في العديد من القطاعات، الأمر الذي أدى إلى إنتاج شركات ضخمة الإيرادات مثل أمازون، وهواوي، وفيسبوك والتي قد تتجاوز قيمتها الناتج الإجمالي لأغلب الدول.

https://prosyn.org/a83ysUFar