solana143_BULENT KILICAFP via Getty Images_foodpoverty Bulent Kilic/AFP via Getty Images

في الدفاع عن المنافع العامة العالمية

مدريد ــ حققت قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي استضافتها مدريد الشهر الماضي نجاحا باهرا، مما أثبت عزم الغرب الثابت على التصدي للرئيس الروسي فلاديمير بوتن بشأن حربه التي يشنها على أوكرانيا. ولكن قيمة الوحدة الغربية ضد بوتن مصيرها إلى زوال في عالَـم أصبح منقسما على نحو متزايد، كما أظهرت اجتماعات وزراء مالية وخارجية مجموعة العشرين الأخيرة في إندونيسيا. قد يحمل هذا الاتجاه تكاليف باهظة إلى حد لا يمكن معه حسابها، لأن العالم الشديد الاستقطاب عاجز عن الوفاء بالمهمة الأكثر أهمية في قرننا هذا: ضمان توفير المنافع العامة العالمية.

مثل هذه المنافع ــ بما في ذلك البيئة النظيفة، والأمن الدولي، والصحة العالمية ــ من غير الممكن أن تتوفر في غياب مؤسسات عالمية فَـعّـالة. قد يتوقع المرء أن تؤدي أزمة ذات عواقب عالمية كبرى إلى تحفيز التعاون، كما كانت الحال مع ظهور مجموعة العشرين بعد الأزمة المالية العالمية التي اندلعت عام 2008. ولكن في حين قد يكون للأزمات تأثير مُـوَحِّـد، فإن الحرب الدائرة في أوكرانيا تعطل الجهود المبذولة لإدارة عواقبها العالمية.

جلبت العولمة إنجازات عظيمة للبشرية. لكنها جلبت أيضا مخاطر وتحديات جديدة، والتي لا يمكن إدارتها إلا من خلال مؤسسات تعددية فعالة. كما لاحظ نائب وزير الخارجية الأميركية السابق ستروب تالبوت في عام 2001، بعد فترة وجيزة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الإرهابية في الولايات المتحدة، فإن "العولمة مثل الجاذبية. إنها ليست سياسة؛ وهي ليست برنامجا. إنها ليست خيرا؛ وهي ليست شرا. إنها تحدث فحسب". ولكن كما أثبت العقد الأخير، حتى لو كانت العولمة ظاهرة تاريخية لا مفر منها، فإن المنافسات الجيوسياسية من الممكن أن تعمل على كسر وتفتيت المؤسسات التي تعتمد عليها، مما يجعل من المستحيل تنظيم استجابات فعالة للتحديات المشتركة مثل تغير المناخ.

https://prosyn.org/QaXA6SKar