posner18_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_trumpcovidmask Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

كوفيد-19 والانهيار الاقتصادي الـمُـحافِظ

شيكاغو ــ كَـشَـفَ تعليق حديث نشرته صحيفة وال ستريت جورنال عن الثقب الأسود الذي ابتلع الـفِـكر الاقتصادي المحافظ منذ بلغ أوج نفوذه في ثمانينيات القرن العشرين. ذهب الاقتصاديان كيسي بي موليجان وتوماس جيه. فيليبسون من جامعة شيكاغو، وكل منهما خدم في إدارة دونالد ترمب، إلى استخدام جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) للدفع بالحجة لصالح نـبـذ ما اعتبراه الرأي التقليدي السائد بين أهل الاقتصاد: " الغرض من السياسة الحكومية هو تصحيح إخفاقات السوق".

بقلب هذه المقولة رأسا على عقب، يزعمون أن "السياسة الحكومية أشد إخفاقا من السوق وبشكل أكثر تكرارا"، وأن الأسواق تصحح السياسة الحكومية بإنقاذ المواطنين من القرارات الرهيبة التي تتخذها الحكومات على نحو روتيني. وعلى هذا فإن جائحة كوفيد-19 كانت نتيجة لسياسة حكومية. فما حدث هو أن الفيروس إما أفلت من مختبر ووهان الذي تلقى تمويلا من حكومة الولايات المتحدة، أو انتشر لأن السلطات الصينية فشلت في إبلاغ العالم في الوقت المناسب، ولأن حكومة الولايات المتحدة أصدرت إرشادات حملت رسائل متضاربة حول أقنعة الوجه وعمليات الإغلاق.

ثم يزعم موليجان وفيليبسون أن مؤسسات خاصة هي التي "سيطرت بسرعة" على الجائحة (كل ذلك بفضل ترمب بالطبع)، حتى برغم أن الفيروس لا يزال متفشيا. وأضافا: "كان إبعاد الحكومة عن الطريق أمرا ضروريا". وكان ذلك "هو هدف عملية Warp Speed التي أطلقها الرئيس ترمب".

https://prosyn.org/My6O2coar