china usa trade treaty Mark Schiefelbein/AFP/Getty Images

أهمية الحساب الجاري

نيو هافين ــ في اقتصاد عالمي يتزايد ترابطه، أضحت للروابط بين التجارة عبر الحدود ورأس المال النقدي أهمية أكبر من أي وقت مضى. ويعد رصيد الحساب الجاري، وهو الفارق بين استثمارات دولة بعينها وموقفها الادخاري، مفتاحا لفهم تلك الروابط. وينبئنا تشتت مواقف الحساب الجاري بالكثير عن حالة التوازنات المختلة في العالم، والتي تكون غالبا نذيرا للأزمات.

ينطبق الأمر ذاته على التوترات التجارية، كالتي نراها الآن واضحة في مناطق متفرقة حول العالم، إذ غالبا ما تؤلب الفوارق في الحسابات الجارية دولة ضد أخرى.

من المعروف أن الاقتصادات التي تسجل عجزا في الحساب الجاري يغلب عليها المعاناة من نقص الادخار المحلي. وفي ظل نقص المدخرات مع وجود رغبة في الاستثمار والاستهلاك وتحقيق النمو، لا يكون أمامها خيار سوى اقتراض فائض الادخار لدى آخرين، مما يفضي إلى عجز في الحسابات الجارية وعجز تجاري في مقابل بقية دول العالم. ويحدث العكس للدول التي تتمتع بفائض في الحساب الجاري، حيث تصاب بتدني الاستهلاك، والإفراط في الادخار، والفوائض التجارية المزمنة.

https://prosyn.org/63E0aefar