madgavkar16_alistairgettyimages_homeofficezoom Alistair/Getty Images

ثبات السلوك الاقتصادي المدفوع بالجائحة

مومباي/سان فرانسيسكو ــ عندما اندلعت جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، اضطرت الشركات والعمال والمستهلكين إلى التكيف بسرعة من أجل مواصلة العمل في ظل القيود التي فرضتها الجائحة. والآن بعد أن أتاحت اللقاحات استئناف المزيد من الأنشطة "الطبيعية"، في بعض البلدان على الأقل، فإن مدى استمرار هذه التغيرات يُـعَـد واحدا من التساؤلات الأكثر إلحاحا التي يواجهها عالَـم الشركات والأعمال.

وجد بحثنا أن استمرار التغيرات السلوكية التي استحثتها الجائحة يتوقف على مجموعة من القرارات التي تتخذها الشركات والسياسات الحكومية، والتي بدورها تحدد اختيارات المستهلكين والموظفين. الواقع أن هذه العوامل لا تتعاون دائما لجعل تفضيلات المستهلكين ثابتة. على سبيل المثال، تشير دراسات إلى أن 30% إلى 50% من المستهلكين يعتزمون شراء منتجات معمرة. لكن مثل هذه المنتجات تمثل عادة أقل من 5% من إجمالي المبيعات، ويرجع هذا جزئيا إلى حقيقة مفادها أن الشركات تتقاضى أسعارا أعلى في قابل مثل هذه المنتجات ولا تقدم الحكومات أي حوافز لشرائها.

في المقابل، خلقت الارتباكات العالمية التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 ما يمكن وصفه بالعاصفة الكاملة حيث توافقت بعض التحولات في سلوك المستهلك مع التغيرات في العمليات التجارية والضوابط التنظيمية الحكومية. الواقع أن العديد من هذه السلوكيات كانت سببا في تسريع وتيرة الممارسات التي كانت تبشر بخير قبل الجائحة لكنها فشلت في اكتساب الزخم بسبب مخاوف تتعلق بالتكلفة أو شكوك واسعة الانتشار. وقد تسبب الفيروس، من خلال خلق الفرصة للتجريب مع هذه الممارسات، في جعل قيمتها أشد وضوحا.

https://prosyn.org/oxSubqBar