benami162_Alex WongGetty Images_trump Alex Wong/Getty Images

ما الذي يجعل هذه الجائحة مختلفة

تل أبيب ــ قبل زمن بعيد من تنقل الناس والسلع عبر مختلف أنحاء المعمورة دون توقف، كانت الجائحات الـمَـرَضية تشكل بالفعل سِـمَـة حتمية من سِـمات الحضارة الإنسانية. وكانت المأساة التي تجلبها تنطوي غالبا على جانب مشرق باعث على التفاؤل: كانت الفاشيات الـمَـرَضية الواسعة النطاق يُـنـظَر إليها على أنها أحداث غامضة يعجز التاريخ عن تفسيرها، وكثيرا ما كانت تحطم المعتقدات والأساليب القديمة، فتبشر بتحولات كبرى في إدارة الشؤون الإنسانية. لكن جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) ربما تكسر هذا النمط.

من نواح عديدة، تبدو الجائحة الحالية أشبه بسابقاتها إلى حد كبير. فبادئ ذي بدء، سواء كان من الممكن التنبؤ بها أو غير ذلك، كانت الفاشيات الـمَـرَضية تباغت السلطات دائما ــ وكانت السلطات تفشل غالبا في الاستجابة لها بسرعة وحسم.

في روايته "الطاعون"، صَـوَّر ألبير كامو هذا الميل، والذي جسدته حكومة الصين عندما ذهبت في مستهل الأمر إلى قمع المعلومات حول فيروس كورونا المستجد. وفعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشيء ذاته عندما قَـلَّـل من شأن التهديد وحجمه، فكان حتى الشهر المنصرم يشبه جائحة كوفيد-19 بالإنفلونزا الموسمية. وكما قال أحد المسؤولين في رواية كامو، فإن الطاعون ليس سوى "نوع خاص من الحمى".

https://prosyn.org/hOoi1GIar