kaletsky70_Richard Baker  In Pictures via Getty Images_coronavirusUKnewspaper Richard Baker/In Pictures via Getty Images

كوفيد-19 حسب الأرقام

لندن– إن وفاة شخص واحد تعتبر مأساة، أما المليون وفاة فهي من قبيل الإحصائيات. وسواء كانت هذه مقولة لستالين أم لا، فهي وصف دقيق، وقاس للواقع الاقتصادي. إن الذعر العالمي بسبب فيروس كورونا الجديد، كوفيد-19، منطقي، لأن كل وفاة مبكرة هي مأساة إنسانية. ولكن، وكما قد يبدو قاسياً، فإن التأثير الاقتصادي والسياسي لهذا الوباء، سوف يحدَّد في النهاية بواسطة الأرقام. ولحسن الحظ، في هذه الحالة، تتطور الأرقام ذات الصلة بطريقة أقل إثارة للقلق مما تشير إليه عناوين وسائل الإعلام المذعورة.

وقد تبالغ هذه العناوين أكثر في الأسابيع المقبلة، لأن الولايات المتحدة بدأت للتو في إجراء اختبارات فيروس كورونا على نطاق واسع. ومن المؤكد أن عدد الأمريكيين الذين حُددوا على أنهم يعانون ويحتضرون بسبب كوفيد-19، سوف يتزايدون بسرعة، مع استجابة المزاج المالي والاقتصادي وفقًا لذلك، قبل أن يبدأ الرأي العام في الولايات المتحدة، وحول العالم بالهدوء بحلول أواخر أبريل/نيسان، أو مايو/أيار. ولكن، بغض النظر عن التوقيت الدقيق، تشير الدلائل الإحصائية في الشهرين منذ بدء تفشي المرض إلى أن كوفيد-19 سينتهي بتأثير ضئيل على الصحة والوفيات على مستوى العالم، باستثناء مقاطعة هوبى الصينية، حيث بدأ الوباء.

وتتحدث الرسوم البيانية أدناه عن نفسها لأي شخص يفهم المضاعفة الأسية في أي عدوى. وتوضح الرسوم البيانية الأربعة كيف ينظر الإعلام، والسياسيون، والمستثمرون إلى خطر فيروس كورونا. إذ في كل بلد بدأ فيه تفشي الوباء على نطاق واسع، تتصاعد مستويات الإصابة بشكل عمودي تقريبًا، ويبدو أنها تتبع ما حدث في المراحل الأولى في هوبي، حيث تضاعف عدد الضحايا كل 3 إلى 4 أيام. ولكن لاحظ التباين الهائل بين مقاييس هذه الأوبئة المتشابهة على ما يبدو (كما هو موضح على يسار ويمين المخططات). إذ في هوبى، أصيب 40000 شخص في الأسابيع الثلاثة الأولى من الوباء. وكانت الأرقام في الأسابيع الثلاثة الأولى من انتشار الوباء في كوريا الجنوبية وإيطاليا، الدول الأكثر تضرراً خارج الصين، 5000 و 2500 على التوالي.

https://prosyn.org/1MD9Hrjar