campanella19_Romy Arroyo FernandezNurPhoto via Getty Images_homeofficeremotework Romy Arroyo Fernandez/NurPhoto via Getty Images

سكرانتون تطلق صفارات إنذار

ميلانو- غيّر الإغلاق الكبير استجابةً لكوفيد-19 تصور الملايين من الناس للفضاء الجغرافي. إذ على مدى أسابيع، كانت التفاعلات الاجتماعية والمهنية تتم بواسطة التقنيات الرقمية التي قلصت المسافة المادية، وأخفت الحدود بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي. ومن المحتمل أن يكون لهذه التجربة الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة آثارا دائمة، كما من المحتمل أن تغير جوانب عديدة من حياتنا، وأن تحفز، في النهاية، الناس على إعادة التفكير بشأن المكان الذي يريدون الإقامة فيه. ويمكن قلب التسلسل الهرمي لمراكز المدن والمناطق المحيطة بها السائد في العالم الغربي منذ الثورة الصناعية الأولى.

ولطالما حاول علماء الاقتصاد فهم ما الذي يجعل المدن مميزة للغاية. إذ منذ أكثر من قرن مضى، قال ألفريد مارشال في كتاب مبادئ الاقتصاد أن القرب يخلق جوًا مثاليًا للشركات التي تنشط في نفس القطاع الصناعي. وعلى حد تعبيره، هناك شيء "في الهواء" يسمح للأفكار بالتدفق بحرية من شركة إلى أخرى، مما يلهم باستمرار اختراعات جديدة عن طريق عملية التقليد والابتكار. وفضلا عن ذلك، تفضل الشركات المصنِعة في نفس المنطقة الوصول بسهولة إلى مجموعة كبيرة من العمالة الماهرة وموردي مدخلات الوسيطة المتخصصين.

وطبعا، في الماضي لم يختر رواد الأعمال مواقعهم عشوائيا. إذ على الرغم من أنهم استفادوا من قرب أقرانهم، إلا أنهم أرادوا أيضًا تقليص تكاليفهم عن طريق التموقع قرب الأسواق حيث كانت تُنتج مدخلاتهم الرئيسية، أو تباع منتجاتهم- أو في مكان ما بينهما. ومن جانب مارشال، فقد كان يشبه مراكز التصنيع في العصر الفيكتوري بمنطقة لانكشاير للنسيج في شمال غرب إنجلترا، حيث كانت الظروف المناخية مثالية لإنتاج السلع القطنية. وفي الولايات المتحدة، تجمعت شركات تعبئة اللحوم في شيكاغو، لأنها كانت القناة التي تشحن عبرها الأبقار والخنازير من الغرب الزراعي إلى الشرق الحضري.

https://prosyn.org/Lrvc7YUar