yu54_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_trumpxishakehands Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

جائحة كوفيد-19 وفَـخ ثوسيديدس

بكين ــ "عندما تهدد قوة صاعدة مثل أثينا، أو الصين، بإزاحة قوة حاكمة مثل أسبرطة التي كانت القوة المهيمنة في اليونان لمائة عام، أو الولايات المتحدة، فيجب أن تدق نواقيس الخطر"، هذا ما جاء على لسان جراهام أليسون، من جامعة هارفارد، محذرا العالَم. في أيامنا هذه، تدق نواقيس الخطر بصوت صارخ حتى أنها تطغى على الأفكار التي من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة والصين بالإفلات مما أسماه أليسون "فخ ثوسيديدس".

الآن، لدينا ثلاثة مسارات إلى الأمام: الأول ربما يقودنا إلى طريق مسدود، والثاني سيقودنا إلى الخراب حتما، أما الثالث فقد يجلب التعافي العالمي. يجري المسار الأول في اتجاه ما اعتبره المؤرخ البريطاني نيل فيرجسون نموذج "صي-ميريكا": وهو يعبر عن تزاوج الاقتصادين الصيني والأميركي. يُـقِـر هذا المنظور بواقع اقتصاد القرن الحادي والعشرين، الذي يتسم بالتكامل العميق من خلال سلاسل القيمة العالمية.

لكن نموذج صي-ميريكا ربما لم يعد عمليا أو محتملا، بسبب اختلالات التوازن الاقتصادي التي عمل على توليدها. ونظرا لردود الفِـعل العكسية الواسعة النطاق ضد العولمة وضد الصين، وخاصة في الولايات المتحدة، فقد بات من غير المحتمل على نحو متزايد أن يتسنى إحياء عملية تعميق التكامل الصيني الأميركي. الأمر المؤكد هو أن عملية "الانفصال" العريضة القاعدة تجري الآن بالفعل.

https://prosyn.org/XHI7xOqar