aslund65_Mikhail SvetlovGetty Images Mikhail SvetlovGetty Images

مواجهة حرب الكرملين الهجين الجديدة في أوروبا

ستوكهولم ــ مع اقتراب فصل الشتاء، يستثير الكرملين المتاعب والقلاقل في أوروبا. وتشمل أحدث مكائده افتعال حرب الغاز ضد بلدان أوروبا الوسطى والشرقية؛ وأزمة هجرة على طول حدود بيلاروسيا مع ليتوانيا ولاتفيا وبولندا؛ وتعبئة عسكرية متجددة على حدود أوكرانيا الشرقية؛ فضلا عن تحريض الصرب على الانفصال عن البوسنة والهرسك.

على الرغم من الأهداف المتعددة التي تنطوي عليها هذه الحملة، إلا أن هناك خيطا مشتركا يربطها جميعا: رغبة الكرملين في تقسيم وإضعاف الاتحاد الأوروبي. هذا يعني الحصول على موافقة ألمانيا على مد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بأسرع وقت ممكن؛ وإرباك سوق الغاز في الاتحاد الأوروبي، بهدف إعادة العقود الطويلة الأجل على النمط السوفييتي، مع ربط أسعار الغاز بالنفط؛ وإضعاف أوكرانيا وإرغام مولدوفا على التخلي عن اتفاقية الشراكة الأوروبية والانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الروسي عوضا عن ذلك.

يميل الكرملين إلى إرسال بالونات اختبار ليرى ماذا يمكنه أن يفعل دون خشية من عوقب قبل أن يضرب بقوة إذا سنحت له الفرصة. هذا يعني أن الغرب ــ الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة ــ يجب أن يتصرف بسرعة لدرء كل ما قد يخرج من جعبة الكرملين. الخطأ الأكبر الذي قد يرتكبه المرء في الرد على الاستفزازات الروسية هو أن لا يفعل أي شيء، أو أن يرد ببطء شديد ولين. كما يزعم كير جايلز من تشاثام هاوس، يتعين على الغرب أن "يدرك أن تجنب المواجهة مع روسيا أمر غير وارد لأنها تحدث بالفعل". والتاريخ يثبت أن "روسيا تحترم القوة وتحتقر التسوية والتوفيق".

https://prosyn.org/53uSfQuar