man checks phone David Ramos/Getty Images

إعادة هيكلة العالم

ميلانو ــ يمر الاقتصاد العالمي بتحول بعيد المدى، وهو تغيير يأتي مدفوعا بتحولات طارئة على سكان الدول وإنتاجياتها وثرواتها ونفوذها وطموحاتها، ويتسارع بفعل تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة تشكيل هياكل سلاسل الإمداد، وتغيير حوافز الاستثمار عبر الحدود، وتقييد حركة الأشخاص والتكنولوجيا عبر الحدود.

وتتجلى التوترات الناجمة عن تلك التغيرات كأوضح ما تكون في النزاعات المتصاعدة بسبب التجارة. فرغم بعض التفكك في الاقتصادات الناشئة، جاء رد فعل الأسواق إزاء حرب تبادل فرض الرسوم الجمركية حتى الآن خافتا. وربما يفترض المستثمرون أن هذا كله جزء من عملية لإعادة التفاوض ستتمخض في النهاية عن قواعد جديدة للاشتباك في مجال الأعمال في العالم ــ وهي قواعد قد تكون أكثر محاباة للأقوياء وذوي النفوذ.

غير أن مثل هذه الافتراضات قد لا تقدر بدرجة كافية مدى تعقد القضايا المطروحة، وأولها مسألة مواطن خلق الاستثمار والوظائف، وهي مسألة مهمة سياسيا. فالنظر إلى قضايا الرسوم الجمركية والحواجز التجارية وحدها على أنها تكتيكات تفاوضية انتقالية، لن يغير كثيرا في نماذج الاستثمار العالمي أو بنية سلاسل الإمداد والتوظيف في العالم.

https://prosyn.org/7A3iN44ar