A Chinese clerk counts RMB Jie Zhao/Getty Images

الصين ومكائد سعر الصرف المضللة

بكين ــ في الحادي عشر من أغسطس/آب 2015، قرر بنك الشعب الصيني أن يجري تحديد التعادل المركزي لسعر صرف الرنمينبي في مقابل الدولار الأميركي بالرجوع إلى سعر إغلاق يوم التداول السابق، في نطاق 2%. وكانت خطوة جريئة نحو سعر صرف أكثر مرونة وانقيادا للسوق. ولكن الإعلان عن هذا الإصلاح أحدث حالة من الذعر في السوق، مما تسبب في انخفاض قيمة الرنمينبي بنسبة 3% في غضون أربعة أيام تداول فقط. ولذلك، سرعان ما تراجع البنك عنه.

ورغم أن هذا الانقلاب في السياسة مفهوم، فإنه كان مؤسفا. فعلى مدار ما تبقى من عام 2015، ظل بنك الشعب الصيني يناضل لمنع الرنمينبي من تسجيل المزيد من الضعف. وبعد أن أنفق قدرا كبيرا من احتياطيات النقد الأجنبي، قرر البنك في فبراير/شباط 2016 تقديم قاعدة جديدة لتحديد سعر التعادل المركزي.

طبقا لقاعدة الاستبدال، لا يضع سعر التعادل المركزي في الحسبان سعر إغلاق يوم التداول السابق فحسب، بل وأيضا "سعر الصرف النظري" الذي من شأنه أن يُبقي على مؤشر نظام تداول النقد الأجنبي في الصين، والذي يتألف من سلة من 24 عُملة، بلا تغيير على مدار الساعات الأربع والعشرين السابقة. بعبارة أخرى، كلما حدث أي تغيير في مؤشر الدولار الأميركي، لابد أن يتدخل بنك الشعب الصيني في سوق سعر صرف العملات الأجنبية لمواءمة سعر صرف الرنمينبي ــ الدولار الذي تحدده السوق في مقابل سعر الصرف النظري الذي أبقى على مؤشر نظام تداول النقد الأجنبي في الصين مستقرا.

https://prosyn.org/THH1cs0ar