subacchi26_VCGVCG via Getty Images_renminbi VCG/VCG via Getty Images

ترمب يتلاعب بالتلاعب بالعملة

نيويورك ــ نادرا ما عاد استخدام العملة كسلاح بالخير على الولايات المتحدة. وما علينا إلا أن نتذكر القرار الأحادي الذي اتخذته إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1971 بإلغاء قابلية تحويل الدولار الأميركي دوليا إلى ذهب بشكل مباشر ــ وهو عنصر رئيسي في "صدمة نيكسون" التي زعزعت استقرار العملات المعومة وأدت إلى حالة من الركود المصحوب بالتضخم في وقت لاحق من عقد السبعينيات. لكن ذلك لم يمنع إدارة الرئيس دونالد ترمب من وصف الصين زورا بأنها دولة متلاعبة بالعملة.

دأبت الولايات المتحدة على اتهام الصين بالإبقاء على قيمة الرنمينبي منخفضة بشكل مصطنع، من أجل ضمان ميزة غير عادلة في التجارة الدولية. لكنها في عموم الأمر امتنعت عن اتخاذ إجراءات قاسية، وحتى صدور القرار الأخير، لم توظف مسمى "الدولة المتلاعبة بالعملة" منذ عام 1994. وحتى أثناء منتصف العقد الأول من القرن الحالي، عندما كان الرنمينبي يعتبر على نطاق واسع مقدرا بأقل من قيمته، اختارت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش عدم استخدام ذلك اللقب، واكتفت بدلا من ذلك بملاحقة الحوار الاقتصادي الاستراتيجي الثنائي حول العملة وغير ذلك من القضايا الاقتصادية.

لكن انخفاض الرنمينبي مؤخرا إلى ما دون العتبة المهمة من الناحية نفسيا المقدرة بنحو 7 يوان مقابل الدولار لأول مرة منذ عام 2008 كان أكثر من أن تتحمله إدارة ترمب. وعلى هذا، ففي خطوة رمزية من شأنها أن تعمل على تصعيد الحرب التجارية الأميركية الجارية مع الصين، استخدمت وزارة الخزانة الأميركية ذلك التصنيف الرسمي.

https://prosyn.org/MkyGVaHar