ميلانو ــ كانت الصين دوما تقدر التعليم حق قدره، وهو ما يعكس تقاليد كونفوشيوس، والتي بموجبها يجب على المرء أن يتفوق دراسيا لتحقيق مكانة مهنية واجتماعية مرتفعة. ولكن اليوم، تُبتلى الصين بما يسميه بعض المراقبين "حُمّى التعليم"، مع مطالبة الآباء من الطبقة المتوسطة بالمزيد من الدراسة لأبنائهم، وبحث الشباب عن سبل لتجنب عناء حياة المصنع.
وتغذي الحكومة الصينية هذا الاتجاه بالتأكيد على الحاجة إلى قوة عمل أفضل تعليما لمنافسة الغرب. وهذا العام وحده، خَرَّجَت الجامعات الصينية 7.65 مليون طالب ــ وهو رقم غير مسبوق تاريخيا ــ كما تَقَدَّم تسعة ملايين طالب من حاملي شهادة المدارس الثانوية لامتحان القبول العام بالجامعات في الصين. وهي أرقام مذهلة، حتى في بلد يبلغ عدد سكانه مليار نسمة وتعادل نسبة التحاقهم بالتعليم العالي ثلث مثيلاتها في الاقتصادات المتقدمة. وتتضح لنا تبعات هذا الاتجاه عندما نعلم أن الصين خرجت أقل من 2 مليون شخص في كليات التعليم العالي عام 1999، وكانت نسبة اجتياز اختبار القبول بالجامعات العامة 40% فقط، أي نصف النسبة اليوم.
التعليم في حد ذاته لا يمكن اعتباره أمرا سيئا أبدا، ولكن التحرك نحو "الجامعات الحاشدة" من ذلك النوع الذي ظهر في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية يحدث بسرعة أكبر مما ينبغي، كما وصل في وقت مبكر إلى الحد الذي يجعل الاقتصاد الصيني عاجزا عن استيعابه. فمع عدم اكتمال انتقال الصين إلى اقتصاد ما بعد الصناعة، يصبح توسيع القدرة على الوصول إلى التعليم الجامعي بشكل كبير سببا في تقويض جودة التعليم، كما يفرض تكاليف جانبية مرتفعة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Richard Haass
explains what caused the Ukraine war, urges the West to scrutinize its economic dependence on China, proposes ways to reverse the dangerous deterioration of democracy in America, and more.
If the US Federal Reserve raises its policy interest rate by as much as is necessary to rein in inflation, it will most likely further depress the market value of the long-duration securities parked on many banks' balance sheets. So be it.
thinks central banks can achieve both, despite the occurrence of a liquidity crisis amid high inflation.
The half-century since the official demise of the Bretton Woods system of fixed exchange rates has shown the benefits of what replaced it. While some may feel nostalgic for the postwar monetary system, its collapse was inevitable, and what looked like failure has given rise to a remarkably resilient regime.
explains why the shift toward exchange-rate flexibility after 1973 was not a policy failure, as many believed.
ميلانو ــ كانت الصين دوما تقدر التعليم حق قدره، وهو ما يعكس تقاليد كونفوشيوس، والتي بموجبها يجب على المرء أن يتفوق دراسيا لتحقيق مكانة مهنية واجتماعية مرتفعة. ولكن اليوم، تُبتلى الصين بما يسميه بعض المراقبين "حُمّى التعليم"، مع مطالبة الآباء من الطبقة المتوسطة بالمزيد من الدراسة لأبنائهم، وبحث الشباب عن سبل لتجنب عناء حياة المصنع.
وتغذي الحكومة الصينية هذا الاتجاه بالتأكيد على الحاجة إلى قوة عمل أفضل تعليما لمنافسة الغرب. وهذا العام وحده، خَرَّجَت الجامعات الصينية 7.65 مليون طالب ــ وهو رقم غير مسبوق تاريخيا ــ كما تَقَدَّم تسعة ملايين طالب من حاملي شهادة المدارس الثانوية لامتحان القبول العام بالجامعات في الصين. وهي أرقام مذهلة، حتى في بلد يبلغ عدد سكانه مليار نسمة وتعادل نسبة التحاقهم بالتعليم العالي ثلث مثيلاتها في الاقتصادات المتقدمة. وتتضح لنا تبعات هذا الاتجاه عندما نعلم أن الصين خرجت أقل من 2 مليون شخص في كليات التعليم العالي عام 1999، وكانت نسبة اجتياز اختبار القبول بالجامعات العامة 40% فقط، أي نصف النسبة اليوم.
التعليم في حد ذاته لا يمكن اعتباره أمرا سيئا أبدا، ولكن التحرك نحو "الجامعات الحاشدة" من ذلك النوع الذي ظهر في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية يحدث بسرعة أكبر مما ينبغي، كما وصل في وقت مبكر إلى الحد الذي يجعل الاقتصاد الصيني عاجزا عن استيعابه. فمع عدم اكتمال انتقال الصين إلى اقتصاد ما بعد الصناعة، يصبح توسيع القدرة على الوصول إلى التعليم الجامعي بشكل كبير سببا في تقويض جودة التعليم، كما يفرض تكاليف جانبية مرتفعة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in