zhang43_CostfotoBarcroft Media via Getty Images_chinatradeshipportcoronaviruseconomy Costfoto/Barcroft Media via Getty Images

جائحة كوفيد-19 لن تقلل من الاعتماد العالمي على الصين

شنغهاي ــ يكاد يكون من المؤكد أن الركود العالمي الذي أحدثته جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19 كوفيد-19) سيكون أعمق وأطول كثيرا من الركود الذي أعقب الأزمة المالية العالمية في عام 2008. في حين أن العديد من الحكومات تعهدت بدعم اقتصاداتها من خلال برامج غير مسبوقة في ضخامتها للتحفيز النقدي والمالي ــ على الرغم من الديون العامة الضخمة التي تتحملها بالفعل ــ فربما يكون أفضل ما يمكنها أن تأمل فيه هو تجنب الانهيار الاقتصادي. وإذا أصرت على الانغلاق على الذات ــ وتوجيه أصابع الاتهام وإقامة الحواجز ــ بدلا من دعم التعاون الدولي والمشاركة الاقتصادية ــ فحتى هذا الأمل قد يصبح في حكم المستحيل.

تشكل المشاركة من جانب الولايات المتحدة والصين أهمية بالغة. في أعقاب أزمة 2008، تلقى التعافي الاقتصادي العالمي دفعة كبيرة من التعاون الصيني الأميركي، الذي ساعد في دعم تدابير التحفيز الفردية (التيسير الكمي في الولايات المتحدة، والتحفيز المالي على نطاق واسع في الصين). لكن أزمة كوفيد-19 اندلعت في لحظة كانت العلاقات الثنائية ــ فضلا عن التعاون الدولي في عموم الأمر ــ بلغت عندها أدنى مستوياتها في عقود من الزمن، ولم تُـظـهِـر الولايات المتحدة أي ميل لتحسين الوضع.

على العكس من ذلك، سارع بعض الساسة الأميركيين إلى استغلال أزمة كوفيد-19 ليزعموا أن أي بلد ــ وخاصة الصين ــ لا ينبغي له أن يحظى بمثل هذه المكانة المركزية في سلاسل الإمداد العالمية. فضلا عن ذلك، أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدرا من الاهتمام بتذكير عامة الناس بأن الفيروس ظهر لأول مرة في الصين أكبر من اهتمامها باتخاذ تدابير قوية لإدارة الجائحة. وقد تسبب ذلك في تقويض رغبة أو قدرة الاقتصادات الأكبر على مستوى العالم في تنظيم استجابة مشتركة منسقة.

https://prosyn.org/hawMTRQar