businessmen shake hands night FangXiaNuo/Getty Images

الصين وسِريتها المؤذية

كمبريدج — قد تكون الأسرار من بين أنفس ما تمتلكه الحكومات، ولعل بعض أشهر الأمثلة على ذلك: حصان طروادة، وشفرة إنيجما، ومشروع مانهاتن، والهجمات المباغتة كالهجوم على ميناء بيرل هاربور، وحرب الأيام الستة، وحرب أكتوبر. لكن يصعب في بعض الحالات التوفيق بين رغبة الحكومات في السرية والمصلحة الوطنية ــ بل قد تمثل تلك الأسرار أكثر التهديدات خطورة عليها. ويزداد حجم التهديد عندما تكون السرية مدفوعة بالمصالح الوضيعة لحكومة أجنبية مصرة على بلوغ مآربها.

من أمثلة ذلك: التمويل الصيني لمشروعات التنمية الدولية. فقد أضحت الصين لاعبا جديدا ومهما في هذا المجال. مبدئيا، قد يمثل ما تمتلكه الصين من مدخرات هائلة، ودراية بمشاريع البنية التحتية، واستعداد للإقراض، فرصة عظيمة للدول النامية. لكن للأسف نجد أن دولا مثل باكستان وسريلانكا وجنوب أفريقيا والإكوادور وفنزويلا قد اعتادت التعلم بالطريقة الصعبة (التجربة والخطأ)، ومن ثم فإن تمويل الصين للمشروعات التنموية يعطى اقتصادات هذه الدول دفعة وطاقة وقتية لكنها مليئة بالمفاسد، حيث يتبعها عواقب مالية (وأحيانا سياسية) بغيضة.

عندما تصطدم الدول بالتكاليف المتزايدة للمشروعات وتحاول استيعاب ما حدث للخروج من الورطة، تجد أن الشروط المالية لالتزاماتها قد غُلفت تعاقديا بالسرية. فضلا عن ذلك، تفرض العقود قيودا على قدرة المقترضين، مثل المشروعات المملوكة للدولة، على كشف هذه الشروط للحكومة، ناهيك عن العامة.

https://prosyn.org/wwDeodbar