qian27_HECTOR RETAMALAFP via Getty Images_chinacovidhospital Hector Retamal/AFP via Getty Images

الصين وشتاء كوفيد الوحشي

شيكاغو ــ في الشهر المنصرم، أنهت الصين العمل بسياسة خفض الإصابات بمرض فيروس كورونا (كوفيد) إلى الصِـفر، الأمر الذي جلب نهاية صاخبة للقيود الصارمة بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من فرضها. أدهشت فُـجائية هذا التحرك الجميع تقريبا. كان من الممكن أن تتم هذه العملية بدرجة أكبر كثيرا من التدرج، مع تحول أبطأ من عمليات الإغلاق القسري الجماعية إلى سياسات أكثر مرونة، مثل الحجر الذاتي الطوعي والتباعد الاجتماعي. ولكن بدلا من ذلك، تخلت الحكومة عن الحذر الواجب تماما.

نتيجة لهذا، تتعامل الصين الآن واحدة من أسوأ الفاشيات التي شهدها العالَـم في أي مكان منذ اندلعت الجائحة. فقد أصابت العدوى مئات الملايين من الناس في غضون أسابيع قليلة، ويتوقع العديد من الخبراء الآن أن يتجاوز عدد الوفيات المليون. وتفيض وسائط التواصل الاجتماعي الصينية بحكايات مروعة حول الخسارة الشخصية وصور المستشفيات المرتبكة وقد اكتظت بالمرضى. ورغم أن أرقام الإصابات والوفيات الدقيقة مبهمة، فإن الصورة الكبيرة لا يمكن إنكارها: الشعب الصيني يكافح من أجل البقاء.

يذكرنا هذا الوضع بما شهدته بلدان أخرى عديدة في الأسابيع الأولى من الجائحة. ولكن على النقيض من الحال في أغلب الاقتصادات المتقدمة، تعمل السِـمات الأساسية التي تميز التركيبة الاجتماعية والاقتصادية في الصين على تضخيم الصعوبات التي تواجهها الأسر العادية في مُـصارَعة الفيروس.

https://prosyn.org/NhF7tPQar