آن أربورـ على عكس التنافس القديم بين القوى العظمى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، فإن الحرب الباردة الوليدة بين الصين والولايات المتحدة لا تعكس صراعًا جوهريًا بين أيديولوجيات متعارضة بصورة حتمية. وبدلا من ذلك، تُظهر الصورة الشعبية التنافس الصيني الأمريكي اليوم على أنه معركة ملحمية بين الاستبداد والديمقراطية.
وفضلا عن ذلك، يبدو أن الحقائق تشير إلى أن الاستبداد قد انتصر بينما سقطت الديمقراطية. إذ في حين أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب تخبطت بصورة كارثية خلال جائحة كوفيد-19، نجحت الصين في السيطرة على فيروس كورونا. وفي الولايات المتحدة، حتى ارتداء أقنعة الوجه تم تسييسه. ولكن في ووهان الصينية– البؤرة الأصلية لتفشي الوباء- أخضعت السلطات سكان المدينة البالغ عددهم 11 مليونًا لاختبارات الفيروس في غضون عشرة أيام، في مشهد مذهل للقدرة والنظام. وبالنسبة للكثيرين، يبدو الحكم واضحًا: الاستبداد أسمى من الديمقراطية الليبرالية.
ولكن مثل هذا الاستنتاج تبسيطي ومضلل بصورة خطيرة، وذلك لثلاثة أسباب. أولاً، مثلما لا تمثل الولايات المتحدة تحت حكم ترامب جميع الديمقراطيات، لا ينبغي اعتبار الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ نموذجًا للنظام الاستبدادي. لقد تعاملت مجتمعات ديمقراطية أخرى، على غرار كوريا الجنوبية ونيوزيلندا، مع الوباء ببراعة، ولم تعِق الحرية السياسية قدرة حكوماتها على تنفيذ تدابير احتواء الفيروس.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Richard Haass
explains what caused the Ukraine war, urges the West to scrutinize its economic dependence on China, proposes ways to reverse the dangerous deterioration of democracy in America, and more.
If the US Federal Reserve raises its policy interest rate by as much as is necessary to rein in inflation, it will most likely further depress the market value of the long-duration securities parked on many banks' balance sheets. So be it.
thinks central banks can achieve both, despite the occurrence of a liquidity crisis amid high inflation.
The half-century since the official demise of the Bretton Woods system of fixed exchange rates has shown the benefits of what replaced it. While some may feel nostalgic for the postwar monetary system, its collapse was inevitable, and what looked like failure has given rise to a remarkably resilient regime.
explains why the shift toward exchange-rate flexibility after 1973 was not a policy failure, as many believed.
آن أربورـ على عكس التنافس القديم بين القوى العظمى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، فإن الحرب الباردة الوليدة بين الصين والولايات المتحدة لا تعكس صراعًا جوهريًا بين أيديولوجيات متعارضة بصورة حتمية. وبدلا من ذلك، تُظهر الصورة الشعبية التنافس الصيني الأمريكي اليوم على أنه معركة ملحمية بين الاستبداد والديمقراطية.
وفضلا عن ذلك، يبدو أن الحقائق تشير إلى أن الاستبداد قد انتصر بينما سقطت الديمقراطية. إذ في حين أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب تخبطت بصورة كارثية خلال جائحة كوفيد-19، نجحت الصين في السيطرة على فيروس كورونا. وفي الولايات المتحدة، حتى ارتداء أقنعة الوجه تم تسييسه. ولكن في ووهان الصينية– البؤرة الأصلية لتفشي الوباء- أخضعت السلطات سكان المدينة البالغ عددهم 11 مليونًا لاختبارات الفيروس في غضون عشرة أيام، في مشهد مذهل للقدرة والنظام. وبالنسبة للكثيرين، يبدو الحكم واضحًا: الاستبداد أسمى من الديمقراطية الليبرالية.
ولكن مثل هذا الاستنتاج تبسيطي ومضلل بصورة خطيرة، وذلك لثلاثة أسباب. أولاً، مثلما لا تمثل الولايات المتحدة تحت حكم ترامب جميع الديمقراطيات، لا ينبغي اعتبار الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ نموذجًا للنظام الاستبدادي. لقد تعاملت مجتمعات ديمقراطية أخرى، على غرار كوريا الجنوبية ونيوزيلندا، مع الوباء ببراعة، ولم تعِق الحرية السياسية قدرة حكوماتها على تنفيذ تدابير احتواء الفيروس.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in