hausmann91_AvigatorPhotographer_getty images_shipping AvigatorPhotographer/Getty Images

الحلقة المفقودة في التنمية الاقتصادية

كمبريدج ــ لا يجب أن تكون عالما في الجهاز العصبي بالضرورة حتى تفهم أن دماغك يحدد ما تراه عيناك على الأقل بقدر ما تفعل مواضيع الإدراك المرئية. وهذه هي الحال بقدر أكبر من الوضوح في الـعـالَـم الاجتماعي، الذي يعكس في عموم الأمر مفاهيم كامنة في عقل المرء بالفعل ــ مثل الحرية، أو الديمقراطية، أو الفساد، أو الفقر. ولكن إذا كنت متخصصا في الاقتصاد، فإن هذا يعني أن عقلك تَـدَرَّبَ على رؤية العالم من خلال طبقة إضافية من البواعث والمحفزات.

المحفزات موجودة في كل مكان، وقد طور أهل الاقتصاد إطارا مفاهيميا ثريا دقيقا لفهم كل الطرق التي قد تتشوه بها هذه المحفزات. فنحن نتحدث عن المخاطر الأخلاقية، والاختيار المعاكس، ومشاكل المجمعات المشتركة، ومشاكل الوكالة، والعوامل الخارجية، والبحث عن الريع، والاستبعاد، والمنافسة، وقوة السوق. وبالاستعانة بهذه المفاهيم، يستطيع خبراء الاقتصاد تفسير السبب الذي قد يجعل شخص ما يقوم بأقل مما ينبغي من نشاط حسن (مثل الاستثمار، أو العمل، أو توفير السلع العامة)، أو أكثر مما ينبغي من نشاط سيئ (مثل المجازفة المتهورة أو إحداث التلوث). من هذا المنظور، يمكننا أن نعزو أغلب مشاكل العالم إلى محفزات أو دوافع مشوهة.

لكن أحد الأمثلة القديمة يحذرنا من رؤية كل مشكلة على أنها مسمار لمجرد أنك تحمل بيدك مطرقة. ورغم أن علم الاقتصاد من الممكن أن يعبر عن العديد من التفاصيل الدقيقة للمحفزات والدوافع، فقد عمل على تطوير مجموعة أضيق نسبيا من الطرق التي يمكننا من خلالها وصف القدرات والكيفية التي تنمو بها. لكن القدرات تشكل أهمية واضحة. فإذا كان شخص ما لا يفعل شيئا نقدره كمجتمع، فربما يكون هذا راجعا إلى عدم قدرته، وليس لأنه غير راغب في ذلك. تخلف نقطة الضعف هذه في الاقتصاد عواقب بعيدة المدى على فهمنا للنمو الاقتصادي والتنمية، والذي يتعلق بشكل أساسي بالتراكم الاجتماعي للقدرات الإنتاجية.

https://prosyn.org/OamBAodar