J. Bradford DeLong, Professor of Economics at the University of California, Berkeley, is a research associate at the National Bureau of Economic Research and the author of Slouching Towards Utopia: An Economic History of the Twentieth Century (Basic Books, 2022). He was Deputy Assistant US Treasury Secretary during the Clinton Administration, where he was heavily involved in budget and trade negotiations. His role in designing the bailout of Mexico during the 1994 peso crisis placed him at the forefront of Latin America’s transformation into a region of open economies, and cemented his stature as a leading voice in economic-policy debates.
منذ خمسة عشر عاماً، كانت الولايات المتحدة قد وصلت إلى ذروة ما نستطيع أن نسميه "عصر اضمحلال التوقعات". حيث توقفت المكاسب الإنتاجية، وارتفعت أسعار الطاقة، واستنـزف الاحتياطي المتراكم من التقنيات المحتملة والذي نشأ في فترة الكساد الأعظم، وأخذت عائدات المشاريع الاقتصادية الضخمة تتضاءل حتى أصبح كل خبير اقتصادي يستنتج أن النمو الاقتصادي سوف يكون في المستقبل أكثر تباطؤاً مما كان في الماضي. ومع ركود النمو في الإنتاجية لما يقرب من عقدين من الزمان، فقد كان من المنطقي آنذاك أن يقال إن التزامات حكومة الولايات المتحدة فيما يتصل بالضمان الاجتماعي (التأمينات الاجتماعية، والرعاية الطبية، والمعونة الطبية لغير القادرين) مبالغ فيها ولابد بالتالي من تخفيضها.
كان ذلك آنذاك، ولكن هذه هي الحال الآن. لقد شهدت السنوات التي تخللت الفترتين انفجاراً في الإبداع التكنولوجي الذي حمل معدل نمو الإنتاجية العامة الأميركية على الارتفاع من جديد إلى مستويات ما قبل التباطؤ الاقتصادي. واليوم يقف اقتصاد الولايات المتحدة على مشارف ثورة هائلة واسعة النطاق في مجال التكنولوجيا الحيوية، بل وربما في مجال تكنولوجيا المعدات متناهية الصغر. ومع ذلك فما زلنا نسمع نفس الدعوات المطالبة بتخفيض الالتزامات الاجتماعية التي تتحملها أميركا.
ربما لم يدرك خبراء شئون التأمين في مجال الضمان الاجتماعي على نحو كامل تأثير الثورات التكنولوجية التي يشهدها وقتنا الحاضر، لكنهم عملوا بشكل ملحوظ على تعزيز حجم النظام الذي تستطيع حكومة الولايات المتحدة أن تتحمل نفقاته. فمنذ خمسة عشر عاماً كان الإجماع على أن نظام الضمان الاجتماعي الأميركي يعاني من متاعب هائلة، وأنه في حاجة إلى ما يشبه الصيانة الشاملة لمحرك سيارة. أما مشكلة اليوم فهي، كما يقول الخبير الاقتصادي بيتر أورتزاج من مؤسسة بروكينجز، أشبه بتسرب بطيء للهواء من إطار سيارة: لابد وأن تصلحه في النهاية، لكن إصلاحه لن يكون شاقاً للغاية، كما أن الإصلاح ليس عاجلاً على نحو مُـلِح.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in