skidelsky160_ BEN STANSALLPOOLAFP via Getty Images_brexit boris johnson Ben Stansall/Pool/AFP via Getty Images

هل كان خروج بريطانيا حتميا؟

لندن ــ كان خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، على أحد المستويات، نتيجة غير مقصودة لحيلة سياسية بارعة من بنات أفكار رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون. في عام 2015 وَعَـد كاميرون، في محاولة لتقويض جاذبية زعيم حركة حزب استقلال المملكة المتحدة نايجل فاراج وتأمين الأغلبية المحافظة في الانتخابات العامة المقبلة، بعقد استفتاء حول ما إذا كان ينبغي لبريطانيا البقاء في الاتحاد الأوروبي. كان يتوقع الفوز والإبقاء على بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وقد نجح في تحقيق هدفه الأول، لكنه استقال على الفور عندما فاز جانب "الرحيل" في استفتاء 2016 الذي عقدته المملكة المتحدة بشأن استمرارها في عضوية الاتحاد الأوروبي.

من هذا المنظور، كان الخروج البريطاني ببساطة حادثا تاريخيا راجعا إلى سوء تقدير تكتيكي. لكن هذه ترجمة سطحية لقصة معقدة. عندما كتب الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيجل أن "بومة مينيرفا لا تنشر جناحيها إلا مع حلول الغسق"، كان يقصد أن اتجاه التاريخ لا يتضح إلا بعد الحدث. كانت طريقة نابضة بالحياة لعرض قانون العواقب غير المقصودة. لا شك أن العواقب التي ترتبت على مناورات كاميرون السياسية كانت غير مقصودة، لكن عواطفه السياسية كانت تعمل عمل "روح العالم" كما صورها هيجل ــ القوة غير المرئية التي تحرك التاريخ.

تقترح هذه الحجة أن الخروج البريطاني كان محددا سلفا على نحو أو آخر. من المؤكد أن لا أحد من أولئك الذين شاركوا في مناقشة القضية في ذلك الوقت تصور الأمر على هذا النحو. بل كان يعتقد كل من أنصار الخروج وأنصار البقاء أن النتيجة كانت مفتوحة، وقاتلوا بشراسة لضمان النتيجة التي كانوا يرغبون في تحققها.

https://prosyn.org/BgzOUbqar