brexit ODD ANDERSEN/AFP/Getty Images

تكاليف الخروج البريطاني المتمثلة في استنزاف العقول

ميلانو ــ إذا أتمت المملكة المتحدة انسحابها من الاتحاد الأوروبي، فربما تكون واحدة من أشد العواقب غير المقصودة ضررا هجرة حصة كبيرة من كبار المحترفين المتخصصين من لندن. والواقع أن باريس وفرانكفورت ودبلن وأمستردام ومدن أخرى في القارة العجوز تتنافس الآن بالفعل على اجتذاب المصرفيين والأطباء والمعماريين والأكاديميين من المملكة المتحدة.

كان "استنزاف العقول" على هذا النحو شائعا في التاريخ. ولكن لم يسبق من قبل قَط أن شهدت ديمقراطية راسخة مثل هذه الخسارة الكارثية لرأس المال البشري في فترة من السلام والازدهار. فعادة، يتطلب الأمر تغييرا مفاجئا للنظام الحاكم، أو صراعا عنيفا، أو ظروفا اقتصادية قاسية، لحمل النخبة المهنية في أي بلد على الهروب جماعيا.

على سبيل المثال، رحل العديد من المثقفين عن تركيا في السنوات الأخيرة نتيجة لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان المتزايد التسلط. وفي اليونان، خلال أزمة الديون السيادية، دُفِع العمال من ذوي المهارات العالية إلى الخروج من البلاد بسبب الافتقار إلى الفرصة الاقتصادية. وفي ألمانيا النازية، أُجبِر اليهود وغيرهم من الأقليات الموهوبة المضطهدة على البحث عن ملاذ في الخارج.

https://prosyn.org/RfBxFHdar