Getty Images PAUL FAITH/AFP/Getty Images

عودة المسألة الأيرلندية

لندن ــ قبل ما يقرب من العشرين عاما، وبعد أشهر من المفاوضات الدقيقة المضنية، وَقَّع قادة المعسكرين السياسيين الرئيسيين في أيرلندا الشمالية ــ القوميون والجمهوريون الكاثوليك من جانب؛ والنقابيون البروتستانت على الجانب الآخر ــ على اتفاق "جمعة الآلام"، الذي أنهى ثلاثين عاما من العنف وإراقة الدماء. والآن، بات الاتفاق ــ والعلاقة المتبادلة المحترمة والمتناغمة التي ساعد في تمكينها ــ تحت التهديد.

أُبرِم اتفاق جمعة الآلام بوساطة من رئيس وزراء المملكة المتحدة توني بلير ورئيس وزراء جمهورية أيرلندا بيرتي اهيرن ــ وبمساعدة السناتور الأميركي جورج ميتشيل. (كما قام جون ميجور، سلف توني بلير، بقدر كبير من الأعمال التمهيدية). كان الاتفاق مستندا إلى اقتراح مفاده أنه ما دام الجميع متفقين على أن أي تغيير للوضع الدستوري لأيرلندا الشمالية من غير الممكن أن يتأتى إلا كنتيجة للاختيار الديمقراطي الحر، فبوسع الناس أن يؤكدوا على ولائهم لهويتهم المفضلة: البريطانية، أو الأيرلندية، أو حتى كليهما.

ولدعم السلام، أنشأ الاتفاق حكومة تتقاسم السلطة في أيرلندا الشمالية، وتتألف من ممثلين لجانبي النزاع. كما أسس اللجنة المستقلة المعنية بمراقبة الأمن في أيرلندا لشمالية، والتي توليت رئاستها شخصيا، لإصلاح جهاز الشرطة. وساعدت الجهود التي بذلناها في الحد من الهجمات على قوات الشرطة من خلال جعلها مقبولة لجميع الفئات، كما أدت إلى زيادة كبيرة في توظيف الكاثوليك، بين أمور أخرى.

https://prosyn.org/mTlXoDpar