لاباز- لقد قال مندوب بوليفيا " الارض الأم ليست للبيع" مخاطبا مؤتمر تغير المناخ التابع للامم المتحدة والذي عقد في الدوحة في العام الماضي لكن السياسة البيئية في بوليفيا نفسها تقوض جهود الحكومة من اجل ان يكون لديها تفوق اخلاقي مقارنة بدول أخرى.
ان الموقف الراديكالي للسلطات البوليفية في الدفاع عن البيئة والذي يرفض ادوات السوق في المحافظة على الغابات والمناطق المعرضه بالاضافة الى التزامات تلك السلطات بتخفيض انبعاثات الكربون مبني على اساس الرأي القائل بإن الرأسمالية وليست التقنيات المحددة او الاليات التنظيمية الضعيفة هي السبب الرئيس للتدمير البيئي. ان مثل هذا الموقف الذي يبدو اخلاقيا عادة ما يضع البلدان الاخرى في وضع صعب علما ان الرئيس البوليفي ايفو موراليس يقود الجهود من اجل جعل الامم المتحدة تغير اسم يوم الارض الى " يوم الارض الام العالمي".
لكن النجاح الذي يمكن تحقيقه من خلال مثل هذه الرمزية السياسية عادة ما يكون عابرا وخاصة عندما تواجه الحكومة التي تروج لها صعوبات جمه في ترجمتها الى سياسات بيئية فعالة في منطقة تتحمل مسؤولية مباشرة عنها وهي منطقة الامازون البوليفي .
ان هذا التباين مهم ففي الاسابيع السبعة عشر الماضية واجهت حكومة موراليس مسيرتي احتجاج شارك فيها سكان اصليين والذين كانوا يدافعون عن حقهم بإن يتم اخذ مشورتهم فيما يتعلق ببناء طريق سريع والذي سوف يربط بين مدينتي كوتشابامبا و ترينيداد. ان الطريق السريع بدعم مالي من الحكومة والشركات البوليفية سوف يشق ارض المحتجين والتي هي عبارة عن حديقة طبيعية محمية ( حديقة اسيبورو-سكيور الطبيعية ومنطقة السكان الاصليين) وبالرغم من الراديكاليه الخضراء التي عرضتها الحكومة البوليفية في الدوحة فلقد قامت تلك الحكومة باطلاق المشروع بدون تصميم هندسي او دراسات تتعلق بالتأثير البيئي ناهيك عن موافقة السكان الاصليين.
لقد انشئت حديقة اسيبورو-سيكيور سنة 1965 من اجل حماية المنطقة ضد التهديد الذي يشكله الطريق السريع والذي كان يتم بناؤه عندئذ من اجل ربط منطقة الانديز مع المناطق المدارية البوليفية وفي سنة 1990تم الاعتراف بالحديقة كمنطقة لشعبي موكسينيو يوراكاير وتسيماني والذي كان بقاؤهما معرضا للتهديد وبحلول سنة 2011 كان لدى مجموعات السكان الاصليين تلك مستند ملكية جماعية للمنطقة موقع من قبل موراليس وطبقا لكافة التشريعات سارية المفعول.
وعليه فإنه بالنسبة لهذه المجموعات –وجميع السكان الذين يشعرون بالقلق فيما يتعلق بالتغير المناخي-لم يكن احد يتصور ان تقوم حكومة تروج لسياسات بيئية مغرقة في الراديكاليه بتخطيط وتنفيذ مشروع طريق سريع وكما قال موراليس نفسه سوف يتم اكمال المشروع "بأي ثمن ".
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
لم تتمكن مجموعات السكان الاصليين المتأثرة من المشروع من مخاطبة السلطات بشكل مباشر وعليه واملا في ان يتم الاستماع اليهم قاموا بمسيرة بمسافة 600 كيلو متر (373 ميل ) حيث استغرق وصولهم للعاصمة لاباز شهران وعلى طول الطريق تعرض المشاركون في المسيرة لهجمات عنيفة من قبل الشرطة ومجموعات قريبة من الحكومة ولكنهم حصلوا على دعم عريض من المجتمع الحضري مما اجبر موراليس على ان يعلن انه لا يمكن المساس بالحديقة.
ولكن قبل عودة مجموعات السكان الاصليين الى وطنهم تلقوا اخبار بإن موراليس قد اطلق حملة للعودة عن وعده والاستمرار في بناء الطريق السريع وعندئذ حاولوا تنظيم مسيرة ثانيه ولكنها فشلت في تحقيق التأثير المطلوب لأن الحكومة اختارت القيام باستفتاء مزور والذي سمح لها بالاستمرار في البناء (بالرغم من غياب الدعم البرازيلي هذه المرة).
لقد ذهبت حكومة موراليس الى مؤتمر الدوحة بدون حل المشكلة وبعد انهيار تحالفاتها مع مجموعات السكان الاصليين والناشطين البيئيين ونشطاء حقوق الانسان لكن الموقف الذي تبنته هناك يبدو انه يتعلق بتقوية موقفها التفاوضي المرتبط بمطالبها اكثر من كونه يتعلق بمكافحة التغير المناخي لكن هذه المطالبات – مثل حق التطوير والتعويض عن الاضرار والخسائر التي تتسبب بها الكوارث المناخية- تهدد حتى التقدم المحدود الذي تم تحقيقه في السنوات الاخيره.
ان الخطب والاتفاقيات التي تنتج عنها يمكن ان تكون مهمة ولكنها سوف تكون اكثر اهمية لو تم دعمها بافعال ذات مصداقية ولكن للاسف فإن مثل هذه الافعال ليست من خصائص حكومة موراليس .
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
In the United States and Europe, immigration tends to divide people into opposing camps: those who claim that newcomers undermine economic opportunity and security for locals, and those who argue that welcoming migrants and refugees is a moral and economic imperative. How should one make sense of a debate that is often based on motivated reasoning, with emotion and underlying biases affecting the selection and interpretation of evidence?
To maintain its position as a global rule-maker and avoid becoming a rule-taker, the United States must use the coming year to promote clarity and confidence in the digital-asset market. The US faces three potential paths to maintaining its competitive edge in crypto: regulation, legislation, and designation.
urges policymakers to take decisive action and set new rules for the industry in 2024.
The World Trade Organization’s most recent ministerial conference concluded with a few positive outcomes demonstrating that meaningful change is possible, though there were some disappointments. A successful agenda of reforms will require more members – particularly emerging markets and developing economies – to take the lead.
writes that meaningful change will come only when members other than the US help steer the organization.
لاباز- لقد قال مندوب بوليفيا " الارض الأم ليست للبيع" مخاطبا مؤتمر تغير المناخ التابع للامم المتحدة والذي عقد في الدوحة في العام الماضي لكن السياسة البيئية في بوليفيا نفسها تقوض جهود الحكومة من اجل ان يكون لديها تفوق اخلاقي مقارنة بدول أخرى.
ان الموقف الراديكالي للسلطات البوليفية في الدفاع عن البيئة والذي يرفض ادوات السوق في المحافظة على الغابات والمناطق المعرضه بالاضافة الى التزامات تلك السلطات بتخفيض انبعاثات الكربون مبني على اساس الرأي القائل بإن الرأسمالية وليست التقنيات المحددة او الاليات التنظيمية الضعيفة هي السبب الرئيس للتدمير البيئي. ان مثل هذا الموقف الذي يبدو اخلاقيا عادة ما يضع البلدان الاخرى في وضع صعب علما ان الرئيس البوليفي ايفو موراليس يقود الجهود من اجل جعل الامم المتحدة تغير اسم يوم الارض الى " يوم الارض الام العالمي".
لكن النجاح الذي يمكن تحقيقه من خلال مثل هذه الرمزية السياسية عادة ما يكون عابرا وخاصة عندما تواجه الحكومة التي تروج لها صعوبات جمه في ترجمتها الى سياسات بيئية فعالة في منطقة تتحمل مسؤولية مباشرة عنها وهي منطقة الامازون البوليفي .
ان هذا التباين مهم ففي الاسابيع السبعة عشر الماضية واجهت حكومة موراليس مسيرتي احتجاج شارك فيها سكان اصليين والذين كانوا يدافعون عن حقهم بإن يتم اخذ مشورتهم فيما يتعلق ببناء طريق سريع والذي سوف يربط بين مدينتي كوتشابامبا و ترينيداد. ان الطريق السريع بدعم مالي من الحكومة والشركات البوليفية سوف يشق ارض المحتجين والتي هي عبارة عن حديقة طبيعية محمية ( حديقة اسيبورو-سكيور الطبيعية ومنطقة السكان الاصليين) وبالرغم من الراديكاليه الخضراء التي عرضتها الحكومة البوليفية في الدوحة فلقد قامت تلك الحكومة باطلاق المشروع بدون تصميم هندسي او دراسات تتعلق بالتأثير البيئي ناهيك عن موافقة السكان الاصليين.
لقد انشئت حديقة اسيبورو-سيكيور سنة 1965 من اجل حماية المنطقة ضد التهديد الذي يشكله الطريق السريع والذي كان يتم بناؤه عندئذ من اجل ربط منطقة الانديز مع المناطق المدارية البوليفية وفي سنة 1990تم الاعتراف بالحديقة كمنطقة لشعبي موكسينيو يوراكاير وتسيماني والذي كان بقاؤهما معرضا للتهديد وبحلول سنة 2011 كان لدى مجموعات السكان الاصليين تلك مستند ملكية جماعية للمنطقة موقع من قبل موراليس وطبقا لكافة التشريعات سارية المفعول.
وعليه فإنه بالنسبة لهذه المجموعات –وجميع السكان الذين يشعرون بالقلق فيما يتعلق بالتغير المناخي-لم يكن احد يتصور ان تقوم حكومة تروج لسياسات بيئية مغرقة في الراديكاليه بتخطيط وتنفيذ مشروع طريق سريع وكما قال موراليس نفسه سوف يتم اكمال المشروع "بأي ثمن ".
Subscribe to PS Digital
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
لم تتمكن مجموعات السكان الاصليين المتأثرة من المشروع من مخاطبة السلطات بشكل مباشر وعليه واملا في ان يتم الاستماع اليهم قاموا بمسيرة بمسافة 600 كيلو متر (373 ميل ) حيث استغرق وصولهم للعاصمة لاباز شهران وعلى طول الطريق تعرض المشاركون في المسيرة لهجمات عنيفة من قبل الشرطة ومجموعات قريبة من الحكومة ولكنهم حصلوا على دعم عريض من المجتمع الحضري مما اجبر موراليس على ان يعلن انه لا يمكن المساس بالحديقة.
ولكن قبل عودة مجموعات السكان الاصليين الى وطنهم تلقوا اخبار بإن موراليس قد اطلق حملة للعودة عن وعده والاستمرار في بناء الطريق السريع وعندئذ حاولوا تنظيم مسيرة ثانيه ولكنها فشلت في تحقيق التأثير المطلوب لأن الحكومة اختارت القيام باستفتاء مزور والذي سمح لها بالاستمرار في البناء (بالرغم من غياب الدعم البرازيلي هذه المرة).
لقد ذهبت حكومة موراليس الى مؤتمر الدوحة بدون حل المشكلة وبعد انهيار تحالفاتها مع مجموعات السكان الاصليين والناشطين البيئيين ونشطاء حقوق الانسان لكن الموقف الذي تبنته هناك يبدو انه يتعلق بتقوية موقفها التفاوضي المرتبط بمطالبها اكثر من كونه يتعلق بمكافحة التغير المناخي لكن هذه المطالبات – مثل حق التطوير والتعويض عن الاضرار والخسائر التي تتسبب بها الكوارث المناخية- تهدد حتى التقدم المحدود الذي تم تحقيقه في السنوات الاخيره.
ان الخطب والاتفاقيات التي تنتج عنها يمكن ان تكون مهمة ولكنها سوف تكون اكثر اهمية لو تم دعمها بافعال ذات مصداقية ولكن للاسف فإن مثل هذه الافعال ليست من خصائص حكومة موراليس .