acemoglu27_ANDREW CABALLERO-REYNOLDSAFP via Getty Images_us unemployment Andrew Caballero-Reynolds/AFP via Getty Images

الوظائف الجيدة... هل بايدن على قدر التحدي؟

بوسطن ــ مع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وطرح اللقاحات المضادة لمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، يتزايد التفاؤل بأن يشهد عام 2021 انتعاشا اقتصاديا. غير أن مثل تلك الآمال تعد في غير محلها، ليس فقط لاحتمالية بقاء الفيروس كمشكلة لفترة أطول مما يعتقد الناس، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن حالة الاقتصاد الأميركي قبل الجائحة لا تستحق أن تكون مثلا يُحتذى به.

لا أنكر أن معدل البطالة سَـجَّل انخفاضا قياسيا قبل الجائحة بلغ 3.6% وأن تقييمات سوق الأسهم وصلت مستويات مرتفعة جديدة، لكن الاقتصاد الأميركي أيضا عانى نقصا حادا في الوظائف الجيدة التي توفر أجورا مرتفعة وفرصا حقيقية للتقدم الوظيفي، خاصة بين العاملين الذين يفتقرون إلى التعليم ما بعد الثانوي والمهارات التخصصية (كالبرمجة أو المواهب الرياضية الفذة).

كانت الوظائف الجيدة تمثل شريان الحياة للاقتصاد الأميركي في الفترة من خمسينيات القرن الماضي وحتى السبعينيات، حتى أوجدت رخاء مشتركا على نطاق واسع وتماسكا اجتماعيا أسهما في ظهور طبقة متوسطة متنامية. ورغم أن الأمر كان لا يزال في ذلك الحين يتطلب قطع شوط كبير نحو المساواة بين الأعراق والجنسين، فقد تنامى الطلب من جانب القطاع الخاص على العمالة بسرعة لافتة خلال تلك الفترة. وارتفع إجمالي مدفوعات الشركات الأميركية للعاملين بوتيرة أسرع من نمو السكان بلغت نحو 2.5 نقطة مئوية في العام، مما يعني نموا حقيقيا في الدخل (بعد تعديله وفقا لمستوى التضخم) يزيد عن 2% في العام. بل إن اللافت للنظر بشكل أكبر استفادة العاملين من حملة الشهادات الجامعية وأصحاب المستويات التعليمية الأدنى من هذا النمو على حد سواء، لدرجة أن التفاوت في الدخل بشكل عام ظل ثابتا، إن لم يكن تقلص.

https://prosyn.org/9xiTWnQar