haass140_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_mbsUS Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

مفاتيح المملكة

نيويورك ــ تساهم مناقشات متكررة عديدة في جعل السياسة الخارجية نشطة نابضة بالحياة. وتدور أبسط هذه المناقشات حول المقدار الواجب توظيفه من السياسة الخارجية، أو كيف يمكن إيجاد التوازن الصحيح بين معالجة القضايا المحلية والمشكلات في الخارج ــ في هيئتها المتطرفة، المناقشة بين الانعزالية والعالمية. ثم هناك المناقشات حول الأدوات (الدبلوماسية مقابل العقوبات أو القوة العسكرية) والوسائل (الأحادية مقابل التعددية). في بعض البلدان تدور أيضا مناقشات حول كيفية صنع السياسة الخارجية وتنفيذها؛ في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تتناول هذه المناقشة الدور الذي يضطلع به الكونجرس وصلاحياته مقابل دور الرئيس والسلطة التنفيذية.

لكن في الأنظمة الديمقراطية، تدور مناقشة إضافية حول الأهداف. إلى أي مدى ينبغي للسياسة الخارجية أن تسعى إلى تشكيل الخصائص الداخلية للدول الأخرى، وعلى وجه التحديد من خلال الترويج لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدلا من التركيز على التأثير على سلوك الدول الأخرى الخارجي في محاولة لتعزيز مصالح واقعية صارمة مثل الأمن والتجارة. بوسعنا أن نعتبر هذه مناقشة بين المثالية والواقعية.

إنها مناقشة أبدية لقادة الولايات المتحدة وصناع سياساتها. لنـتأمل هنا حالة المملكة العربية السعودية. كانت العلاقات بين البلدين تعاونية في الأغلب الأعم طوال ثلاثة أرباع القرن من الزمن، وفي المقام الأول من الأهمية في الأمور المرتبطة بالنفط: في مقابل استمرار السعوديين في ضخ النفط بكميات وفيرة (وبالتالي تقليص ضغوط الأسعار)، زودت الولايات المتحدة السعوديين بالأسلحة المتقدمة والاستخبارات التي يحتاجون إليها لضمان أمنهم.

https://prosyn.org/S16QfH5ar