sachs321_Angel ZayasPacific PressLightRocket via Getty Images_berniesupportersprotest Angel Zayas/Pacific Press/LightRocket via Getty Images

نخبة وول ستريت لا تستطيع أن تحرق بيرني

نيويورك ــ إن التركيبة التي تتألف من عشق الذات والجهل والإفراط في التفاؤل التي تتسم بها النخبة في وول ستريت لهي أعجوبة تستحق المعاينة. فمن منطلق شعورهم بالقوة، واستمتاعهم بالإعفاءات الضريبية والمال السهل وأسواق الأسهم التي ارتفعت إلى عنان السماء، باتوا على يقين من أن كل شيء على خير ما يرام في أفضل عالَم ممكن على الإطلاق. ولابد أن يكون منتقدوهم حمقى أو شياطين.

عندما ذكرت دعمي للمرشح الرئاسي الأميركي بيرني ساندرز في حضرتهم، استقبلوا الخبر بشهقات مسموعة، كما لو كنت استحضرت الشيطان. إنهم على يقين من أن ساندرز سيهزم حتما في الانتخابات، أو أنه حتى لو انتُـخِـب بطريقة ما، فإنه سيجلب انهيار الجمهورية. وهذه المشاعر ذاتها ملحوظة بدرجات متفاوتة حتى في المنافذ الإعلامية "الليبرالية" مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست.

الواقع أن هذا الازدراء يشي بالكثير وهو مناف للعقل ولا يخلو من سَـخَـف. ففي أوروبا، كان ساندرز لينتمي إلى التيار السائد من الديمقراطيين الاجتماعيين. إنه يريد استعادة بعض اللياقة الأساسية للحياة الأميركية: الرعاية الصحية الشاملة الممولة من الحكومة؛ وأجور فوق معدل الفقر للعاملين بدوام كامل، إلى جانب المزايا الأساسية مثل إجازة رعاية الرضع وإجازة المرض المدفوعة الأجر؛ والتعليم الجامعي الذي لا يدفع البالغين الشباب إلى الاستدانة مدى الحياة؛ والانتخابات التي لا يستطيع أصحاب المليارات شراؤها؛ والسياسة العامة التي يحددها الرأي العام، وليس الضغوط التي تمارسها الشركات (التي بلغت 3.47 مليار دولار في الولايات المتحدة في عام 2019).

https://prosyn.org/wURwspMar