82e3b3035ceb208012846e00_pa3696c.jpg

التقشف ضد أوروبا

مدريد ــ لقد بات من الواضح على نحو متزايد الآن أن ما بدأ في أواخر عام 2008 لم يكن مجرد أزمة اقتصادية عادية. فبعد ما يقرب من أربعة أعوام من اندلاع هذه الأزمة، لم تتمكن الاقتصادات المتقدمة من تحقيق التعافي المستدام، وحتى البلدان الأفضل حالاً أظهرت علامات الضعف. وفي مواجهة الركود المزدوج بوصفه حقيقة يقينية، أصبحت المصاعب التي تواجه أوروبا مروعة ومثبطة للهمم.

فأوروبا لا تواجه خطر تحمل خسارة اقتصادية دائمة فحسب؛ بل إن ارتفاع مستويات البطالة الطويلة الأجل والاستياء الشعبي يهدد بإضعاف تماسك النسيج الاجتماعي في أوروبا بشكل دائم. وعلى المستوى السياسي، هناك خطر حقيقي يتمثل في توقف المواطنين عن الثقة في المؤسسات، سواء الوطنية أو الأوروبية، واستسلامهم لفتنة النزعات الشعبوية، كما حدث في الماضي.

والآن يتعين على أوروبا أن تتجنب هذا السيناريو بأي ثمن. فلابد وأن يكون للنمو الاقتصادي الأولوية الأولى، لأن النمو وحده القادر على إعادة الناس إلى العمل وسداد ديون أوروبا.

https://prosyn.org/pt8nkRfar