azour1_Jakub PorzyckiNurPhoto via Getty Images_daily life uae Jakub Porzycki/NurPhoto via Getty Images

الإنصات إلى الشباب العربي

واشنطن، العاصمة ــ قد يكون من الصعب استدعاء التفاؤل في وقت يتسم بتفاقم حالة انعدام اليقين والاضطرابات العالمية. عَـكَـسَ استطلاع رأي الشباب العربي أصداء BCW، الذي أُجري في عام 2022 بعد بضعة أشهر فقط من غزو روسيا الشامل لأوكرانيا وفي أعقاب جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، توقعات اقتصادية متزايدة القتامة. كانت أسعار السلع الأساسية السريعة الارتفاع وارتباكات سلاسل التوريد تغذي التضخم في مختلف أنحاء العالَـم، كما تسببت أسعار المواد الغذائية المرتفعة في إجهاد الأسر المنخفضة الدخل وتقويض الأمن الغذائي في أجزاء عديدة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA).

لم يتغير كثير خلال العام الذي مَـرّ منذ ذلك الحين. على الرغم من بعض التراجع منذ نهاية 2022، لا تزال ضغوط الأسعار مرتفعة على نحو عنيد؛ من المتوقع أن يبلغ معدل التضخم نحو 15% في المتوسط في العالَـم العربي. وقد واصَل عدد كبير من البنوك المركزية في المنطقة إحكام السياسة النقدية لمنع توقعات التضخم من الإفلات من مرساها. قد يُـفـضي هذا، مقترنا بالاضطرابات في الأسواق المالية العالمية وتفاقم حالة انعدام اليقين، إلى إضعاف النشاط الاقتصادي في المستقبل المنظور.

في هذا السياق، ليس من المستغرب أن تكون تكاليف المعيشة ومعدلات البطالة المتزايدة الارتفاع بين أكثر المخاوف إلحاحا في نظر الشباب العرب. غطى استطلاع الرأي في عام 2022 خمس دول في مجلس التعاون الخليجي (البحرين، والكويت، وعُـمان، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة)، وشمال أفريقيا (الجزائر، ومِـصر، وليبيا، والمغرب، والسودان، وتونس) وبلاد الشام (الأردن، والعراق، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، وسوريا، واليمن)، حيث تظل الفوارق الصارخة في الدخل والثروة قائمة.

https://prosyn.org/Hn9xRAPar