diwan17_AFP via Getty Images_iraqprotestteargas AFP/Getty Images

شتاء السخط العربي

بيروت ــ في الآونة الأخيرة، تهز موجة جديدة من الثورات أركان العالم العربي، مع انضمام لبنان والعراق الآن إلى السودان والجزائر. وقد حشدت الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة في كل بلد ملايين الناس من مختلف مناحي الحياة، وجميعهم غاضبون إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية، والذي يُرى أنه تفاقم بسبب سوء الإدارة والحكم العاجز.

كما كانت الحال أثناء الربيع العربي في عام 2011، تجمعت الاحتجاجات في كل من هذه الدول حول مطالب تغيير النظام. لكن الأمر لا يخلو من فارق أساسي: ففي حين تغذت تلك الانتفاضات السابقة على توق الناس إلى الكرامة، يدفع جوع الناس احتجاجات اليوم. لقد أفسح الربيع العربي المجال لشتاء قاس من السخط.

في عام 2011، كانت أسعار النفط عند ذروتها، وكانت اقتصادات عربية عديدة تنمو بأسرع وتيرة على سجلها في عقود من الزمن. وكان أولئك الذين قادوا الانتفاضات في الغالب من الشباب المتعلمين المتطلعين إلى وظائف أفضل وصوت أعلى في السياسة والمجتمع. كما كانت حكومات عديدة في المنطقة قادرة على تهدئة الشوارع بالاستعانة بسياسات اقتصادية توسعية ممولة من عائدات النفط، والدعم من دول مجلس التعاون الخليجي، والتحويلات المالية من الخارج.

https://prosyn.org/0NcI9bwar