angela merkel cdu Andreas Rentz/Getty Images

أنجيلا ميركل والوداع الطويل

برلين — بعد أن أعلنت أنجيلا ميركل اعتزامها التنحي عن زعامة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وعدم السعي لإعادة انتخابها لمنصب المستشارة عندما تنتهي ولايتها الحالية في عام 2021، تقترب ألمانيا من لحظة فاصلة. منذ عام 1949، حكم البلاد ثمانية مستشارون فقط، مما يعني أن رحيل ميركل لن يكون مجرد حدث يومي عادي بأي حال من الأحوال. علاوة على ذلك، يأتي التغيير على القمة في ألمانيا مصحوبا عادة بتغير سياسي واجتماعي أوسع نطاقا.

لم يكن قرار ميركل غير متوقع تماما. فبعد انتخابها للمرة الرابعة في سبتمبر/أيلول 2017، لم يكن من المرجح أن يمنحها الناخبون الألمان فترة ولاية خامسة. فالناس يشعرون بالضجر من القادة بمرور الوقت. وعلى هذا، فحتى بدون إعلانها الأخير، كان بوسعنا أن نفترض أن فترة ولاية ميركل الحالية ستكون الأخيرة.

لكن التحول الجاري في موقف السياسات الداخلية والخارجية في ألمانيا أكثر أهمية من تغير القيادة. ذلك أن الأزمات الدولية تزعزع أركان أسس الديمقراطية الألمانية في مرحلة ما بعد الحرب. في عهد الرئيس دونالد ترمب، تبرأت الولايات المتحدة من الغرب وكل ما يرمز له أو يمثله. وفي التاسع والعشرين من مارس/آذار 2019، سوف تترك المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي. وفي الشرق، ظهرت الصين كقوة عالمية جديدة.

https://prosyn.org/uWaXM57ar