slaughter78_Rodin EckenrothGetty Images_USblacklivesmatterprotestunitydiversity Rodin Eckenroth/Getty Images

التضامن الذي تحتاجه أمريكا

واشنطن، العاصمة- تتسم كل من المعركتين ضدكوفيد-19 وضد تغير المناخ بشدة التوتر، لا سيما في الدول التي تقودها حكومات ديمقراطية. ففي كل حالة، تستلزم التدابير اللازمة لإنقاذ الجميع تكاليف تزيد من عدم المساواة القائمة. وفي وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى إلى التضامن، يغذي الاضطراب، والانقسام المدني الناجمين عن ذلك الشعبوية (ويتغذيان عليها).

وفي الولايات المتحدة، أدت الاستجابة الكارثية للوباء إلى تفاقم الانقسامات الطبقية، والعرقية، والعمرية. وأدى إغلاق 60٪ من الاقتصاد لأشهر، ثم إعادة فتحه بطريقة غير متساوية بين كل دولة على حدة، إلى تحريض أولئك الذين يمكنهم العمل عن بُعد ويريدون البقاء بأمان، ضد الأشخاص الذين لا يستطيعون فعل نفس الشيء، ومن ثم يعتبرون تدابير الصحة العامة بمثابة انتحار اقتصادي.

وبالنسبة ل40%من الاقتصاد الذي ظل مفتوحًا طوال الوقت، فهو يغص بملايين "العمال الأساسيين"، الذين يتألفون بصورة غير متناسبة مع غيرهم، من الأمريكيين السود وذوي البشرة السمراء الذين يتقاضون أجورا منخفضة. وهذه الفئة من الأمريكيين هي أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 من البيض بنسبة تصل إلى خمسة أضعاف- ونظرا لوفاة أكثر من 37000 أمريكي أسود بسبب المرض– فهي أكثر احتمالا للوفاة بنسبة تتجاوز الضعف. وهذا هو التأثير التفاضلي لفيروس كورونا على الأمريكيين من صغار السن وكباره، على الرغم من أن المزحة التي تصف كوفيد-19 "بمُزيل المسنين من مواليد فترة ازدهار المواليد"، قد تلاشت حيث تعاني كل فئة عمرية من الوفيات، ومن عواقب صحية خطيرة.

https://prosyn.org/lpySedtar