sachs327_MANDEL NGANAFP via Getty Images_trumppompeo Mandel Ngan/AFP via Getty Images

أميركا وحملتها الصليبية غير المقدسة ضد الصين

نيويورك ــ لفترة طويلة، اعتقد كثيرون من المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة أن أميركا مكلفة من الرب بمهمة إنقاذ العالم. وتحت تأثير هذه العقلية الصليبية المولعة بالقتال، انحرفت السياسة الخارجية الأميركية في كثير من الأحوال من الدبلوماسية إلى الحرب. وهي الآن عُـرضة لخطر تكرار هذا الانحراف مرة أخرى.

في الشهر الفائت، أطلق وزير الخارجية مايك بومبيو حملة إنجيلية أخرى، هذه المرة ضد الصين. كان خطابه متطرفا، ومغرقا في التبسيط، وبالغ الخطورة ــ وربما يضع الولايات المتحدة على مسار الصراع مع الصين.

وفقا لبومبيو، يُـضـمِـر الرئيس الصيني شي جين بينج والحزب الشيوعي الصيني "رغبة دامت عقودا من الزمن في الهيمنة على العالم". ولا يخلو هذا من مفارقة ساخرة. ذلك أن دولة واحدة فقط ــ الولايات المتحدة ــ لديها استراتيجية دفاعية تدعوها إلى أن تكون "القوة العسكرية المتفوقة في العالم"، في ظل "موازين قوة إقليمية محابية في منطقة المحيط الهادي الهندي، وأوروبا، والشرق الأوسط، ونصف الكرة الأرضية الغربي". على النقيض من ذلك، ينص البيان الرسمي الدفاعي الصيني على أن "الصين لن تتبع أبدا المسار المألوف الذي تتبعه القوى الكبرى في السعي إلى الهيمنة، وأنه "مع تطور العولمة الاقتصادية، ومجتمع المعلومات، والتنوع الثقافي، في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد، يظل السلام، والتنمية، والتعاون المربح للجميع هو الاتجاه الذي لا رجعة فيه لعصرنا هذا".

https://prosyn.org/QlUl6zTar