roe38_CimmerianGettyImages_conferencetablechairs Cimmerian/Getty Images

لماذا يتحدث المديرون التنفيذيون في أمريكا عن رأسمالية أصحاب المصلحة؟

كامبريدج- في شهر أغسطس/آب الماضي، استحدثت طاولة رجال الأعمال المستديرة، التي تضم المديرين التنفيذيين لأكبر الشركات الأمريكية- بإيرادات سنوية مشتركة تتجاوز 7 تريليونات دولار- بيانها الطويل الأمد المتعلق بالأغراض التجارية. ويقول المسؤولون التنفيذيون أن الأمر لا يتعلق فقط بالمساهمين؛ بل يجب أن تحقق شركاتهم التزاماتها اتجاه أصحاب المصلحة، بما في ذلك العملاء، والموظفون والموردون، والمجتمعات، والبيئة. وفي الواقع، احتل المساهمون المركز الأخير في القائمة الجديدة التي وضعها المديرون التنفيذيون. وقد قيل إن المؤلف الرئيسي للبيان، الذي كان السرور يبدو على محياه، شعر وكأنه توماس جيفرسون عندما كان يصوغ هذا الأخير إعلان الاستقلال.

ووَلَّد إعلان أغسطس ثلاثة ردود فعل رئيسية. أولاً، أشاد بعض المعلقين الليبراليين برجال الأعمال الأمريكيين لفهمهم للرسالة في النهاية. فهم لم ينتقدوا الأهداف، بل انتقدوا غياب اقتراح حول كيفية محاسبة أصحاب المصلحة للمديرين التنفيذيين مباشرة. وقال مراقبون آخرون متشككون أن البيان يختلف قليلاً عن التصريحات السابقة لطاولة رجال الأعمال المستديرة حول الأغراض التجارية: يحتاج المدراء التنفيذيون والمجالس، أو يريدون، توخي الحذر لتحقيق التوازن بين مصالح أصحاب المصلحة الآخرين غير أصحاب الشركة. وبالنسبة لهؤلاء النقاد، فإن هذا الإعلان الأخير لم يقدم شيئًا جديدًا، بل كان بيانًا رسميا صيغ مجددا للتعبير عن حذر المدراء التنفيذيين ومجالس الإدارة، وسلطتهم في إدارة شركاتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.

وجاء رد الفعل الثالث من خبراء الأعمال ذوي النظرة الواقعية، الذين أشاروا إلى أن الشركات الناجحة لا يمكنها أن تتجاهل عملائها، وموظفيها، ومورديها، ومجتمعاتها. وحتى الشركة التي تركز تركيزا قويا على قيمة المساهمين ملزمة بأن تكتسب ولاء أصحاب المصلحة الآخرين، وأن تتجنب تحويلهم إلى أعداء. ولن يندفع المورّدون إلى التسليم إذا كانوا يخشون عدم دفع مستحقاتهم، ولن ينتج الموظفون المتجهمون منتجًا عالي الجودة، وسيشتري العملاء الغاضبون من مكان آخر.

https://prosyn.org/4dzGzSSar