johnson122_Ray-Gun Getty Images_unclesamhatmoney Ray-Gun/Getty Images

مشكلة أصحاب المليارات

واشنطن العاصمة ــ يبدو أن مشكلة أصحاب المليارات تزداد سوءا يوما بعد يوم. الواقع أن أي اقتصاد موجه نحو السوق يخلق الفرص لبناء ثروات جديدة، بما في ذلك من خلال الإبداع. ومن المرجح أن يتأتى المزيد من الإبداع حيثما يقل عدد القواعد التي تعوق الإبداع في عالم ريادة الأعمال. وربما يقود بعض هذا الإبداع إلى عمليات ومنتجات تضر حقا بالرفاهة العامة. ومن المؤسف أنه بحلول الوقت الذي تصبح فيه الحاجة إلى التشريع أو التنظيم واضحة، يكون المبدعون حصلوا بالفعل على ملياراتهم ــ ويصبح بوسعهم استخدام هذه الأموال لحماية مصالحهم.

إن مشكلة أصحاب المليارات ليست جديدة. فكل حقبة، منذ العصر الروماني على الأقل، تنتج نسخا منها كلما تسبب تحول في هيكل السوق أو الجغرافيا السياسية في خلق الفرصة لبناء الثروات بشكل سريع. في كتاباته التي ترجع إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، توقع أونوريه دي بلزاك، مع اشتداد وتيرة تقدم الثورة الصناعية، التخوف الاجتماعي الأعرض: "سِر الثروات الضخمة التي لا ترجع إلى مصدر واضح هو أنها تأتت من جريمة ذهبت إلى عالم النسيان، لأنها نُـفِّذَت على النحو الصحيح". أو في إعادة صياغة أكثر شعبية لهذا نستطيع أن نقول "وراء كل ثروة عظيمة تكمن جريمة عظيمة".

تضم الأمثلة التاريخية البارزة شركة الهند الشرقية البريطانية، والأوروبيين الذين جمعوا ثروات ضخمة من عمل العبيد الأفارقة في جزر الهند الغربية، ومالكي مناجم الفحم. وجميعهم أصابوا الثراء السريع، ثم استخدموا نفوذهم السياسي للحصول على كل ما أرادوا، بما في ذلك الإفلات من العقاب على انتهاكات مروعة. في أوج سطوتها في القرن التاسع عشر، فرضت مصالح السكك الحديدية نفوذها على العديد من أعضاء البرلمان البريطاني أو ربما أغلبهم.

https://prosyn.org/Um121zZar