0533da0346f86f380ee5501b_ve1410c.jpg Chris Van Es

لا للطائرات الأميركية

نيودلهي ـ كان القرار الذي اتخذته الهند مؤخراً بعدم شراء الطائرات الحربية الأميركية في إطار برنامجها للطائرات المقاتلة الذي تتجاوز قيمته 10 مليار دولار ـ المناقصة العسكرية الضخم في تاريخ البلاد ـ سبباً في إثارة الجدال في الأوساط الدفاعية في مختلف أنحاء العالم. فقد اعتبرت وزارة الدفاع الهندية أن الطائرتين الأميركيتين المتنافستين، بوينج ف/أ-18 سوبرهورنيت، ولوكهيد ف-16 سوبرفايبر، لا تلبيان المواصفات التي تطلبها في طائرة قتالية متوسطة الحجم ومتعددة الأدوار. ومع استبعاد الطائرة الروسية ميج-30، والطائرة السويدية جريبين، فلم يتبق سوى طائرتين أوروبيتين ـ يوروفايتر تايفون والطائرة الفرنسية رافالي ـ في المنافسة للفوز بالعقد المتوقع بتوريد 126 طائرة إلى الهند.

والواقع أن الهند لم يسبق لها قط شراء طائرة أميركية مقاتلة، وكانت الولايات المتحدة تأمل أن تسعى الهند إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الثنائية الناشئة بين البلدين بهذا الشيك الضخم. حتى أن بعض كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك الرئيس باراك أوباما، مارسوا الضغوط من أجل إتمام الصفقة، التي كانت لتضخ المال والوظائف في شرايين الاقتصاد الأميركي المتعثر. أما السفير الأميركي إلى الهند، والذي أصابته "خيبة أمل عميقة"، فقد أعلن فجأة عن استقالته. ولكن في تعليق نموذجي، ذكر المنظر الاستراتيجي الهندي الأميركي آشلي تيليز بشكل لاذع أن الهند اختارت "الاستثمار في طائرة، وليس في علاقة".

إن فكرة ضرورة استناد عمليات شراء الأسلحة الكبرى إلى اعتبارات استراتيجية أكثر اتساعا ـ أهمية الولايات المتحدة في السياسة العالمية الناشئة للهند ـ وليس إلى استحقاق الطائرة ذاتها للجدارة، تبدو في نظر المسؤولين الهنود غير عادلة. وينفي البعض أن القرار يعكس أي تحيز سياسي من جانب وزير الدفاع الهندي المتحفظ القليل الكلام ذي الميول اليسارية، أ. ك. أنتوني. وهم يجزمون بأن الاختيار مهني بحت، وبأنه تم بواسطة القوات الجوية الهندية، واقتصر دور الوزارة على التصديق عليه.

https://prosyn.org/bAnG7Ilar