coleman1_Adam GaultGetty Images_africamap Adam Gault/Getty Images

أفريقيا: آخر تخوم النمو العالمي

نيوهافين ــ تمثل أفريقيا اليوم نحو 17% من سكان العالم، لكنها على الرغم من ذلك تمثل 3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. لا تشهد هذه الإحصاءات على الفشل في استغلال إمكانات التنمية في القارة وحسب، بل وتسلط الضوء أيضا على الفرص والمخاطر الهائلة التي يحملها المستقبل. ما دامت أفريقيا متأخرة اقتصاديا، فسوف تظل تشكل مصدرا لعدم الاستقرار والتطرف على مستوى العالم. أما إذا صعدت، فقد تتحول إلى مصدر رئيسي للنمو في العالم.

الواقع أن أفريقيا ليست غريبة على المعاناة. فقد خُـرِّبَت هذه القارة على يد تجار العبيد، ونُـهِبَت من قِبَل المستعمرين، واستغلتها القوى العالمية خلال الحرب الباردة، ودمرتها بعد رحيل الاستعمار الصراعات التي خَـلَّـفَـت إرثا من التقلبات المستمرة، والعنف المروع، والفقر الواسع الانتشار.

لنتأمل هنا الفظائع التي ارتكبها ليوبولد الثاني ملك بلجيكا في ما يسمى دولة الكونجو الحرة (جمهورية الكونجو الديمقراطية اليوم) في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث نهب ثروة البلاد من العاج والمطاط. كما يروي آدم هوتشيلد في كتابه "شبح الملك ليوبولد"، وَصَـف إدموند موريل الشاب، الذي شهد أعمال النهب التي ارتكبها ليوبولد من أجل الربح، العمل القسري "الذي تولى توجيهه وتدبيره أقرب رفاق الملك" على أنه "فظيع ولا ينقطع".

https://prosyn.org/NM6f4BGar