rogoff193_Sarah SilbigerGetty Images_jeromepowell Sarah Silbiger/Getty Images

الحجة لصالح أسعار الفائدة السلبية العميقة

كمبريدج ــ إذا كنت مِن أولئك الذين اعتبروا أسعار الفائدة السلبية هدفا بعيد المنال بالنسبة إلى البنوك المركزية، فربما آن الأوان لتعيد النظر في الأمر. في الوقت الحالي، في الولايات المتحدة، أصبح بنك الاحتياطي الفيدرالي ــ مدعوما من قِـبَـل وزارة الخزانة ضمنيا وصراحة ــ عل المسار نحو دعم كل ائتمان في الاقتصاد تقريبا، سواء كان ائتمانا خاصا أو لولاية أو مدينة. وقد شعرت حكومات أخرى عديدة بأنها مضطرة إلى اتخاذ خطوات مماثلة. إن الأزمة التي تحدث مرة واحدة في القرن (كما نأمل) تستلزم تدخلا حكوميا ضخما، ولكن هل يعني هذا بالضرورة الاستغناء عن آليات التخصيص القائمة على السوق؟

تُـعَـد ضمانات الديون الشاملة وسيلة رائعة إذا كنا نتصور أن الشِدة الأخيرة التي تبتلي الأسواق مجرد ضائقة سيولة قصيرة الأمد وسرعان ما يخف تأثيرها بِـفِـعل التعافي القوي المستدام بعد انقضاء جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19). ولكن ماذا لو لم يتحقق التعافي السريع؟ ماذا لو استغرق اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي سنوات للعودة إلى مستويات 2019، كما نظن؟ إذا كان الأمر كذلك، فالأمل ضئيل في أن تظل جميع شركات الأعمال قادرة على الاستمرار والبقاء، أو أن تظل كل ولاية أو حكومة محلية قادرة على سداد ديونها.

الرهان الأفضل ربما يكون على أن لا شيء سيظل على حاله. فسوف تُـدَمَّـر الثروة على نطاق كارثي، وسوف يكون لزاما على صانعي السياسات أن يعكفوا على إيجاد طريقة لضمان إشراك الدائنين، في بعض الحالات على الأقل، في تحمل الخسارة، وهي العملية التي ستتوالى فصولها على مدار سنوات من التفاوض والتقاضي. وسوف يمثل هذا بالنسبة إلى محامي الإفلاس وجماعات الضغط منجم ثراء، والذي سيأتي جزء منه من الضغط على دافعي الضرائب للوفاء بضمانات الإنقاذ. ومن الواضح أن مثل هذا السيناريو سيُـحـدِث فوضى عارمة.

https://prosyn.org/FOVsNamar