c3eb080246f86fe8059d1409_dr4389c.jpg

وجبة غداء مجانية من أجل أميركا

بيركلي ـ في اجتماعات صندوق النقد الدولي هذا العام ألقى وزير الخزانة الأميركية السابق لورانس سامرز بتعليق في محله، حيث قال: "إن الحكومات تحاول معالجة كسر في الكاحل في حين يعاني المريض من أزمة قلبية". كان سامرز ينتقد بتعليقه هذا تركيز أوروبا على قضية اليونان الثانوية في حين يتفاقم الخلل الأخطر في التوازن ـ بين شمال الاتحاد الأوروبي وجنوبه، وبين دائني البنوك المتهورة والحكومات التي فشلت في التنظيم السليم ـ بمرور كل يوم.

ولكن على الجانب الآخر من الأطلسي، لم يعد لدى الأميركيين ما يبرر الشعور بالرضا عن الذات. وربما كان بوسع سامرز أن يستخدم نفس الاستعارة لانتقاد الولايات المتحدة، حيث يتسبب التركيز المستمر على المعضلات الخاصة بتمويل التأمين الاجتماعي في الأمد البعيد في امتصاص كل الأوكسجين من الجهود الرامية إلى التعامل مع أزمة الاقتصاد الكلي والبطالة التي تعاني منها أميركا.

تستطيع الحكومة الأميركية حالياً أن تقترض لمدة ثلاثين عاماً بسعر فائدة حقيقي (معدل حسب التضخم) لا يتجاوز 1% سنويا. ولنفترض أن الحكومة الأميركية اقترضت 500 مليار دولار أخرى على مدى العامين المقبلين، ثم أنفقت هذا المبلغ على مشاريع البنية الأساسية ـ بل وعلى نحو غير منتج، في مشاريع لا يتجاوز معدل العائد الاجتماعي منها 25% تافهة سنويا. ولنفترض أيضا ـ كما تبدو الحال بالفعل ـ أن مضاعف الإنفاق الحكومي البسيط وفقاً لمبدأ جون ماينارد كينز سوف يكون 2 فقط على هذا الإنفاق.

https://prosyn.org/wMP0flbar