old car stock market crash Bettmann/Getty Images

مائة عام من العجز

برلين — كانت الأزمة المالية الاقتصادية العالمية التي اندلعت في عام 2008 أكبر اختبار إجهاد للاقتصاد منذ أزمة الكساد الأعظم في ثلاثينيات القرن العشرين، والتحدي الأكبر في مواجهة الأنظمة الاجتماعية والسياسية منذ الحرب العالمية الثانية. فهي لم تعرض الأسواق المالية والعملات للخطر فحسب؛ بل إنها كشفت أيضا عن أوجه قصور تنظيمية وإدارية خطيرة لم نتعامل معها بشكل كامل بعد.

الواقع أن أزمة 2008 سوف تُذكَر في الأرجح بوصفها لحظة فاصلة، ولكن ليس لأنها أدت إلى إصلاحات أفضت إلى تعزيز المرونة الاقتصادية وأزالت نقاط الضعف. بل على العكس من ذلك، كان فشل القادة في استيعاب دروس أزمة الركود العظيم، ناهيك عن التصدي لها، ربما يفتح الطريق أمام سلسلة من الأزمات الجديدة، الاقتصادية وغير الاقتصادية، في العقود المقبلة.

مهما بلغت هذه الأزمات من خطورة، فسوف يشعر المؤرخون بعد قرن من الآن في الأرجح بالإحباط واليأس إزاء قِصَر نظرنا. فسوف يدركون أن المحللين والقائمين على التنظيم كانوا يركزون بشكل ضيق على إصلاح النظام المالي من خلال تعزيز أنظمة الرقابة الوطنية. ورغم أن هذا كان هدفا يستحق العناء، فسوف يشير المؤرخون إلى أنه لم يكن الحتمية الوحيدة على الإطلاق.

https://prosyn.org/DXtKZPDar