px2296c.jpg

وقت الشاي في أميركا

نيويورك ـ منذ انعقد مؤتمر ampquot;حفل الشايampquot; في الشهر الماضي في ناشفيل بولاية تينيسي، والذي حضرته سارة بالين بوصفها واحدة من المتحدثين الرئيسيين، كان ردود أفعال المؤسستين السياسية والإعلامية في أميركا تتألف من خليط من الترقب الحذر والازدراء. حتى أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي وصف النازيين على حضور حفل الشاي، في حين مالت وسائل الإعلام الرئيسية إلى تصويرهم باعتبارهم جهلة وقرويين، أو رعاعاً سلبيين يتمتعون بمشاعر خام ولكن أقل القليل من المهارات التحليلية، يحركهم زعماء الدهماء ويستغلونهم لتحقيق مصالحهم الخاصة.

من المؤكد أن طبيعة حركة حفل الشاي الشعوبية المغبونة ـ وتكوينها من ناخبين غاضبين من ذوي البشرة البيضاء المنتمين إلى الطبقة المتوسطة ـ تضرب بجذور عميقة في تاريخ الولايات المتحدة، وتشتعل نيرانها في أوقات التغيير. ولكن المراقبين الذين شبهوا هؤلاء بحزب الجهال العنصريين المصابين بجنون العظمة، والمناهضين للكاثوليكية والمهاجرين، الذي نشأ في خمسينيات القرن التاسع عشر، يقرءون الحركة بشكل بالغ السطحية.

والواقع أن هؤلاء الذين يسخرون من هذه الحركة وينبذونها ليس من مصلحتهم أن يفعلوا ذلك. ففي حين قد تكون بعض حفلات الشاي عنصرية أو ربما تركز على مواضيع غريبة ـ مثل صلاحية شهادة ميلاد باراك أوباما ـ فإن الكثير من مرتاديها، هؤلاء الذين كانوا يشكلون جزءاً من جهود القاعدة العريضة، يركزون على قضايا تستحق الاحترام. وإذا أصغيت إليهم بدلاً من الإنصات إلى روايات تم تناقلها عبر المرآة المشوهة لوسائل الإعلام الرئيسية، فسوف تستمع إلى مظالم عميقة، فضلاً عن بعض المقترحات السابقة لعصرها في واقع الأمر.

https://prosyn.org/myNOvkJar